نبذة تاريخية عن معاذ بن جبل وابرز صفاته
معاذ بن جبل بن عمر بن أوس بن عائذ بن عدي الخزرجيّ الأنصاريّ، أحد الصحابة المبشرين بالجنّة، فهو رجلٌ ملأ الآفاق بعلمه، وكان علمه مصحوباً بالعمل وبعيداً عن الجدل، قارئاً للقرآن، خاشعاً للرحمن، مقسطاً في الميزان، شاكراً في السرّاء، وصابراً في الضرّاء، حيث يعتبر من القضاة الحكماء. ولد معاذ بن جبل رضي الله عنه قبل الهجرة النبويّة بعشرين عاماً في المدينة المنورة، وقد كنّي رضي الله عنه (أبا عبد الرحمن).
صفات معاذ بن جبل
صفاته الخَلْقية: تميّز معاذ بن جبل بصفات خَلْقيّة عديدة، فقد كان طويلاً، وحسن الشعر، وعظيم العينين، وأبيض، وبرّاق الثنايا.
صفاته الخُلُقيّة: كان جميل الجوهر، مهيباً ووقوراً، تخرج منه الكلمات كأنّها لؤلؤ مرصوص، يسرّ الحاضرين بجلسته فتنجذب إليه النفوس عند الاستماع إليه، وكان رضي الله عنه شاباً سمحاً من أفضل شباب قومه، كريماً، وجوّاداً، وسخيّاً، ولا يمسك من المال إلا ما يكفيه، كما كان مبسطاً يديه للخير، عملاً بقوله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) [البقرة:261] ، وكان رضي الله عنه يجمع بين الفقه والورع، فقد قال عنه صلى الله عليه وسلم: (أعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ) [صحيح ابن ماجه].
دخول معاذ بن جبل في الإسلام
عندما عرض النبي عليه السلام الإسلام على القبائل العربيّة الوافدة إلى الحجّ، دخل الإيمان في قلب فئةٍ من أهل المدينة، ثم اجتمع النبي فيهم، ثم حُملت رسالة الإسلام إلى المدينة المنورة على يد الصحابيّ مصعب بن عمير، سفير الإسلام الذي أرسله النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة.
تميّزت المدينة المنورة بأنّها من خير المدن في نشر تعاليم الإسلام، فعند التقاء المصطفى عليه الصلاة والسلام بسبعين رجلاً من الأنصار في بيعة العقبة الثانية، كان على رأسهم الصحابي الجليل معاذ بن جبل، حيث كان يراقب تحرّكات الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى اعتنق الإسلام.
عندما آخى النبي عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار تأكيداً وتوثيقاً لروابط الأخوّة بينهم، آخى بين معاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما. شارك رضي الله عنه مع الرسول في الغزوات كلها، ومنها غزوة بدر والخندق وتبوك، ثم بعثه صلى الله عليه وسلم على اليمن قاضياً ومعّلماً ومفتياً
وفاة معاذ بن جبل
توفي معاذ بن جبل رضي الله عنه في السنة الثامنة عشر للهجرة بطاعون عمواس في الأردن عن عمر ناهز الثمانية والثلاثين عاماً، فقد مات العالم العظيم، والإمام الفقيه.