الصحابى حذيفة بن اليمان ، حياة حذيفة بن اليمان ، حفظه لسر الرسول ، غزوات حذيفة بن اليمان ، حكم حذيفة بن اليمان للمدائن ، وفاة حذيفة بن اليمان
حذيفة بن اليمان
هو حذيفة بن اليمان العبسي الغطفاني القيسي، أحد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، أبوه هو الصحابي اليمان بن جابر بن عدنان، وأمّه هي رباب الأشهلية، له ثلاثة أخوة، وثلاثة أخوات، ولد رضي الله عنه في مكة المكرمة، ومن ثم انتقل للعيش في المدينة المنورة، إلا أنّه مات في منطقة المدائن، وفي هذا المقال سنعرفكم بشكلٍ أكبر عل هذا الصحابي الجليل.
حذيفة حافظ سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يكنى حذيفة رضي الله عنه بحافظ أسرار الرسول، حيث إنّه عليه السلام ائتمنه على أسماء المنافقين الموجودن بينهم، دون أن يكشفهم لأحد، ويشار إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أقام صلاة الجنازة على أحد حرص على أن يكون حذيفة موجوداً فيها لمعرفة فيما إذا كان الميّت من المنافين، فلا يصلون عليه.
حياة حذيفة بن اليمان
اضطرت عائلة حذيفة أن تهاجر مكة المكرمة إلى يثرب بسبب ثأرٍ كان على اليمان، وعندما سمع عن دعوة محمد عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام ذهبت مجموعةٍ من قبيلتي الأوس والخزرج لمبايعته، إلا أنّ حذيفة لم يكن معهم، فهو أسلم دون أن يلتقي بالرسول عليه السلام، ويشار إلى أنّه عندما التقى به سأله فيما إذا كان يعتبر من المهاجرين أو الأنصار، فأجابه عليه السلام بأنّه من الاثنين معاً.
غزوات حذيفة بن اليمان
شارك حذيفة رضي الله عنه في كافة الغزوات والفتوحات التي قادها رسول الله باستثناء بدر، وذلك لأنّه كان مسافراً قبل الغزوة، فوقع أسيراً عند الكفار، حيث أخبرهم أنّه مسافرٌ إلى المدينة، وليس له أي علاقةٍ بالمسلمين او بمحمد، ووعدهم بأنّه لن يقاتلهم، وعندما وصل إلى نبي الله أخبره بأنّ الكفار يعزمون على مهاجمة المسلمين، منعه الرسول من المشاركة في الغزوة، وذلك حتى يحافظ على وعده.
قتل الصحابي اليمان والد حذيفة في معركة أحد بالخطأ على يد مجموعةٍ من المسلمين، حيث جاء إليهم يصرخ، ويقول لهم: "هذا أبي!"، فاعترى المسلمون الحزن، ولكنه نظر إليهم، وقال: "غفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين"، وانطلق بعدها إلى ساحة القتال يدافع عن الإسلام، ويقتل الكفار، وبعد انتهاء الغزوة علم رسول الله عليه السلام بمقتل أبو حذيفة، فأمر بإعطاء ديةٍ عن اليمان، إلا أنّ حذيفة تصدّق بها للمسلمين.
حكم حذيفة بن اليمان للمدائن
ولّى الخليفة عمر بن الخطاب حذيفة والياً على منطقة المدائن في العراق، فخرج إليهم على حماره، وبيده رغيف من الخبز كان يأكل فيه، وعندما وصل إليهم استغربوا من مظهره، وقال لهم: "إياكم ومواقف الفتن"، وعندما سألوه عن مقصده، قال لهم بأن يبتعدوا عن مدح الولاة والأمراء بما ليس فيهم، أو يكذبوا عليه.
وفاة حذيفة رضي الله عنه
توفي حذيفة في العام السادس والثلاثين للهجرة، وبعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان بأربعين يوم، وعندما دخل عليه أصحابه وجدوه يبكي، فسألوه عن السبب فقال لهم بأنه لا يعلم على ماذا أقدم، هل على رضى، أم على سخط! وقبل أن يموت قال: "مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم"، وقد نقل جثمانه من مكانه الأصلي غلى جانب سلمان الفارسي في العام 1933م، بعد أمرٍ من الملك غازي، وذلك نتيجة فيضان مياه دجلة إلى داخل القبر.