صحابة رسول الله عثمان بن عفان عثمان في الجاهلية وبعد إسلامه مناقب عثمان بن عفّان خلافة عثمان بن عفان استشهاد عثمان بن عفان
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم صفوة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، اختارهم الله عزّ وجل لصحبة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، فتعلموا منه دينهم القويم، ثم نشروه في أصقاع الأرض. يُعدّ الصحابي الجليل عثمان بن عفان من أبرز الصحابة وأعظمهم بعد أبي بكر وعمر؛ فقد خصّه الله تعالى بخصالٍ عظيمة جعلته قدوةً لمن بعده من المؤمنين.
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يَلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عبد مناف، أمّه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، وأمّها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم، فهو بذلك يكون ابن عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صِهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان عثمان بن عفّان في الجاهلية شريفاً عفيفاً لم يسجد لصنم ولم يرتكب الفواحش، كما أنّه حكيم العقل سديد الرأي، ورث التجارة عن والده فاهتم بها ونمت ثروته، أحبه قومه وكان مفضلاً لديهم، وبعد إسلامه رضي الله عنه أصبح أحد العشرة المُبشّرين بالجنة، وهو من الأوائل الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، هاجر مرّتين: الأولى إلى بلاد الحبشة، والثانية إلى المدينة المنورة؛ لذا سُمّي بصاحب الهجرتين، جمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ.
لُقّبَ بذي النورين لزواجه من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم، أخلاقه كريمةٌ، فقد قالت عنه عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيته كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر ثم عمر وهو على تلك الحال فتحدثا، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، فدخل فتحدّث فلما خرج قلت: يا رسول الله دخل أبو بكر، فلم تجلس له، ثم دخل عمر فلم تهش له، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، قال: ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائكة؟) [رواه مسلم]. بَذل ماله في سبيل الله ونصرة رسوله والمسلمين، ولا سيّما عندما جهّز جيش العسرة في غزوة تبوك.
بعد وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ثلاثةٍ وعشرين للهجرة عُقد مجلس الشورى لاختيار خليفة له، فوقع الاختيار على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأصبح بذلك ثالث الخلفاء الراشدين، واستمرّت خلافته حوالي اثني عشر عاماً، وهو أوّل من أنشأ أسطولاً بحرياً لحماية بلاد المسلمين.
مات شهيداً كما بشّره رسول الله صلى الله عليه وسلم سنةَ خمسٍ وثلاثين للهجرة في شهر ذي الحجة، ودُفن في البقيع في المدينة المنورة بثيابه دونما تغسيل، بعد أن عاش حوالي اثنين وثمانين عاماً.