اهتمّت المدارس الفلسفيّة عبر العصور بدراسة الظاهرة الأخلاقية ووضع تعريفٍ وتفسيرٍ لها، كما حَاول الفلاسفة وضع ضوابط وأسُس للقيم الأخلاقية عبر العصور.
اهتمّت المدارس الفلسفيّة عبر العصور بدراسة الظاهرة الأخلاقية ووضع تعريفٍ وتفسيرٍ لها، كما حَاول الفلاسفة وضع ضوابط وأسُس للقيم الأخلاقية عبر العصور. تُعرّف الأخلاق على أنّها مجموعة من القواعد والعادات السلوكية، التي يعتنقها ويؤمن بها مجتمع ما، فتغدو مُلزمةً حتميّة لسلوك الأفراد، ومنظِّمة لعلاقات الإنسان بالآخر والمجتمع، وتختلفُ هذه السلوكات من زمنٍ لآخر ومن مجتمع لآخر.
يُعرّف الفَلاسفة الأخلاق على أنّها دراسة معياريّة للخير والشر تهتمّ بالقيم المُثلى، وتصلُ بالإنسان إلى الارتقاء عن السلوك الغريزي بمحض إرادته الحرة؛ حيث إنّها ترفُضُ التعريف السابق القائل بأنّ الأخلاق ترتبط بما يحدّده ويفرضهُ الآخرون، وترى أنّها تخصّ الإنسان وحده، ومصدرها ضميره ووعيه.
توجد علاقة قوية بين الفلسفة والتربية؛ حيث اهتمّ العديد من الفلاسفة خلال العصور الحديثة والوسطى والقديمة بدراسة الفلسفة في بداية حياتهم، ومن ثمّ يكملون دراستهم في فلسفة التربيّة، فقال الفيلسوف سقراط أنّ التربية والفلسفة يُشكّلان مظهران يختلفان عن بعضهما لموضوع واحد؛ حيث يُشكّل أحدهما الفلسفة الخاصة بالحياة، أمّا الآخر يوضّح أسلوب تطبيق الفلسفة ضمن شؤون وأحوال الحياة، كما تُمثّل الفلسفة المجهود المُفسّرَ للقضايا النظرية والفكرية، بينما تُمثّل التربية البيئة العلميّة التي تُترجِمُ القضايا إلى عدّة مهارات وعادات واتّجاهات.
إن الفلسفة دون الاعتماد على التربية تُصبح مجموعة من النظريات ذات الطبيعة الجامدة، بينما لا تستطيع التربية التخلي عن الفلسفة؛ بسبب حاجتها إلى بناء نظرة شاملة وكاملة حول أهداف المجتمع والحياة الإنسانيّة؛ حتّى تتمكّن من إعداد القضايا التربويّة بناءً على استخدام نظرة شموليّة، ومن الممكن تلخيص العلاقة بين الفلسفة والتربية وفقاً للنقاط الآتية:
يُمكننا القول باستحالة قيام مجتمعٍ دون قيمٍ أخلاقيّة؛ فالأخلاق هي ما يُحدّد معايير السلوك الإيجابي الخيّر، ويُرسّخ مفهوم الواجب لدى الأفراد، كما أنها تكبحُ أفعال الإنسان الشريرة فتقاومها وتهذّبها، وبعبارةٍ اخرى هي ما يُملي على الإنسان ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله.