استيقظ السلطان ( سليمان القانوني ) يوماً من نومه فزعاً مما رأي في منامه فنادي علي حراسه وأمرهم بأن يجهزوا له الخيل ليخرج متنكراً ليري شؤون الناس عن قرب .

, و بينما يتفقد أحوال الناس إذ به يري جثة رجل ملقاة في الطريق , و لا أحد يقترب منها ؛ فسأل السلطان : جثة من هذه ...؟ ؛ فقالوا أنها جثة رجل زاني وشارب للخمر ؛ فغضب السلطان , و قال لهم : أليس من أمة محمد صلي الله عليه وسلم ..؟ , ثم أمر السلطان حراسه أن يحملوا جثته , و يذهبوا بها إلي بيت الرجل .

, و عندما رأته زوجته بكت بكائاً شديداً , فقال لها السلطان : لماذا تبكين هكذا و زوجك زاني , و شارب للخمر ..؟ فقالت له : والله ما هو بزاني , و لا بشارب للخمر ؛ ثم قصت عليه قصته فقالت : أنه كان يشتري الخمر , و يصبه في المرحاض حتي لا يشربه شباب المسلمين , و يذهب للفتيات اللاتي يزنين , و يدفع لهن مالاً مقابل أن يذهبن إلي بيوتهن , و لا يذهبن للعمل .

فكانت تقول له أن الناس ليس لهم من العمل إلا ظاهره , و سوف تموت ولا تجد من يصلي عليك ؛ فكان يضحك و يقول لها أن الذى سيصلي عليه السلطان ( سليمان القانوني ) بنفسه وعامة المسلمين .

؛ فبكي السلطان , و قال لها والله صدق ؛ فأنا السلطان ( سليمان القانوني ) , و سوف أغسله بيدي .

, ثم أمر السلطان بجمع الجيش , و الوزراء , و عامة المسلمين ليخرجوا جميعاً ليدفنوا هذا الرجل ؛ فتكون تلك الجنازة هي أكبر جنازة شهدها التاريخ .