يُصنّف علم السياسة على أنّه واحد من أهمّ العلوم الاجتماعيّة الحديثة؛ نظراً لأهميّته في كثيرٍ من المجالات المتعلّقة بالاستقرار السياسيّ ودوره في تقدّم وتطوّر الشعوب، وضبط وتسيير المجتمع، واقتصاد الفرد والمجتمع ككل
كلمة سياسة مشتقة في اللغة العربية من فعل ساس - يسوس ، ومعناه عالج الأمر أو صرَّفه ودَبَّره، وهي كلمة تبدو محايدة، لا تنطوي في ذاتها أو في تركيبتها اللغوية على حكم قيمي أو أخلاقي، وإن كانت توحي بمعاني إيجابية أكثر من إيحائها بالمعاني السلبية.
فعندما يقال عن أمر أنه عولج بطريقة سياسية، فإن المعنى المُوحى به هنا أن أسلوب المعالجة كان سلميًّاً، و هادئاً، وأن المعالجة تمّت بطريقة لبقة، أو حكيمة؛ أي بطريقة دبلوماسية.
هذا المفهوم يحصر علم السياسة في دراسة الأمور المتعلقة بالدولة من حيث نشأتها، وتطوراتها، إضافةً لسلطاتها المختلفة؛ نتيجة تأثره بالقوانين والفلسفات اليونانية والرومانية، تحديداً التي وضعها أرسطو، وأفلاطون.، فقد ركّزوا على الدولة من باب المحافظة على ملائمتها مع فترة ظهورها، باعتبارها أكثر أشكال التنظيم الإنسانيّ حداثةً لاحتوائها على جميع المواطنين، واحتكارها للسياسية بشكلٍ داخليّ وخارجيّ.
ساعد التطوّر التنظيمي وظهور الديمقراطيّة في المجتمعات على ظهور المدرسة الحديثة الخاصّة بالدراسات السياسيّة، والتي رأت بأنّ السياسية ليست علماً خاصّاً بالدولة؛ بل بالقوة أينما حلّت ووجدت، ومنها هنا عُرفت السلطة على أنّها علاقة قوة بين جهتين، يتمكّن أحدهما من دفع الآخر للقيام أو الامتناع عن عملٍ ما.
يرتبط هذا المفهوم ارتباطاً قويّاً ووثيقاً مع المدرسة الحديثة، ويُضيف إليها وضوحاً مع تضييق أكبر في مجالات الدراسة التي يتضمّنها علم السياسة، بحيث تُركز على الخطوات المتبعة في عملية صنع القرار، والمؤسّسات المعنيّة بذلك، وتفضيلات القادة ودورهم وخلفياتهم، إضافةً لنوع القرار المتّخذ، بشكلٍ سياسيٍّ وديناميكيٍّ وعالميٍّ.
يتضمّن مفهوم علم السياسة مجموعة من التعريفات التي تشمل عدّة جوانب، من أهمّها:
من هنا يمكننا القول بأنّ تعريف أو مفهوم السياسة يعتمد بشكلٍ مباشرٍ على السايق السياسي، والجوانب التي يتمّ مناقشتها وتداولها.