اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    ما هو علاج بطانة الرحم المهاجرة؟

    0
    20 Sep 2024
    20 Sep 2024
    0
    0

    بطانة الرحم المهاجرة

    علاج بطانة الرحم المهاجرة

    العلاج الموجّه لأعراض بطانة الرحم المهاجرة

    السيطرة على الألم

    مسكنات الألم

    العلاجات الهرمونية

    الجراحة

    حل مشاكل الإنجاب

    0

    بطانة الرحم المهاجرة

    تتمثل الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة أو الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis) بنمو رقع من نسيج بطانة الرحم في موضع أو أكثر من الجسم خارج الرحم، وغالباً ما يكون نموّ هذا النسيج في أحد أعضاء الأنثى التناسلية في الحوض أو البطن على الرغم من احتمالية نموه في أي موضع آخر من الجسم، وقد وجدت دراسة بحثية أُجريت بإشراف جامعة موناش في أستراليا عام 2009 أنّ 10% من الإناث في سن الإنجاب يعانين من بطانة الرحم المهاجرة، وفي الحقيقة قد تخلق التسمية الشائعة والمتداولة بين الناس "بطانة الرحم المهاجرة" نوعاً من اللبس في فهم طبيعة المرض؛ فيظنون أنّ بطانة الرحم تهاجر وتنتقل لموضع آخر في جسم الأنثى، ولكنّ ما يحدث فعلياً في هذا النوع من الأمراض النسائية هو أنّ نسيجاً مماثلاً لنوع النسيج الذي يشكل بطانة الرحم ينمو في موضع أو مواضع أخرى خارج الرحم، وهذا أمر غير طبيعي؛ فالطبيعي أن ينحصر نمو هذا النوع من النسيج داخل الرحم فقط.




    علاج بطانة الرحم المهاجرة

    لا يمكن التأكد من تشخيص الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة بشكل قاطع إلا بعد إجراء جراحة تنظير للبطن (بالإنجليزية: Laproscopy) وتفحص عينة من الأنسجة المهاجرة، ويُمكن من خلال تنظير البطن إزالة الأنسجة المهاجرة أو القضاء عليها، وبذلك يُعدّ التنظير البطني وسيلة تشخيصية وعلاجية في الوقت ذاته، ولكن قد لا تفضل بعض النساء الخضوع لجراحة تنظير البطن منذ البداية، وتفضل استخدام العلاجات الدوائية والتي لها فعالية جيدة في العلاج، وفي هذه الحالة يعالج الطبيب احتمالية الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة بالعلاجات الدوائية، بعد وجود أدلة تشير بقوة لترجيح احتمالية إصابتها ببطانة الرحم المهاجرة؛ والتي تتمثل بظهور أعراض تدل على بطانة الرحم المهاجرة، وإجراء فحوصات تصويرية واختبارات أخرى تعطي دليلاً قوياً لترجيح الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، والتي غالباً ما تكون كافية لمنح المرأة تشخيصاً أولياً ببطانة الرحم المهاجرة





    العلاج الموجّه لأعراض بطانة الرحم المهاجرة

    وبشكل عام يمكن القول إنّ الطبيب يبدأ بمناقشة الخيارات العلاجية المتاحة مع المصابة ويختار فيما بينها وفقاً لطبيعة الأعراض التي تعاني منها، وقد ذكرنا سابقاً أنّ الأعراض الرئيسية التي يمكن أن تظهر على المصابة ببطانة الرحم المهاجرة تتمثل بالألم ومشاكل الخصوبة في بعض الحالات، وعليه سيتم بيان طرق علاج كل منهما بشيء من التفصيل أدناه:



    السيطرة على الألم

    تتضمن الخيارات المطروحة لعلاج أعراض الألم المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة استخدام مسكنات الألم التي تخفف الألم فقط، دون أن يكون لها قدرة على تقليل حجم رقع بطانة الرحم المهاجرة، والعلاج الهرموني الذي يخفف الألم، ويساعد على تثبيط وتقليل حجم أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، ولكنّه يمنع الحمل بشكل مؤقت خلال مدة العلاج، والخيارات الجراحية مثل: التنظير البطني الذي أتينا على ذكره سابقاً لإزالة أو كي أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، وقد يعمد الطبيب إلى تجريب أكثر من نوع من هذه العلاجات معاً، وعلى الرغم من فاعلية هذه العلاجات في تخفيف الألم والسيطرة على الحالة إلى حد كبير إلا أنّ عودة أنسجة بطانة الرحم تبقى واردة في المستقبل، ولتحديد العلاج غالباً ما يسأل الطبيب المرأة عن رغبتها في الحمل في الوقت الحالي؛ فإن كانت ترغب بالحمل بشكل مستعجل عادة ما يجري لها الطبيب جراحة تنظير البطن التي تمكّن من تأكيد التشخيص والقضاء على أنسجة بطانة الرحم المهاجرة كما أسلفنا، ولكن إذا لم يكن لديها مانع في الانتظار بعض الوقت قبل أن تحمل فغالباً ما يبدأ الطبيب بتجريب الأدوية المسكنة للألم والعلاجات الهرمونية لتقليص حجم أنسجة بطانة الرحم المهاجرة وتحفيز ضمورها، وبعد ذلك إذا لم يكن العلاج فعالاً يُنصح بالتنظير البطني أو غيره من الإجراءات الجراحية.




    مسكنات الألم

    يُعدّ ألم الحوض المصاحب للإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة من الأعراض الرئيسيّة التي قد تعاني منها المرأة المصابة، ويمكن أن يوصي الطبيب باستخدام مسكنات الألم التي تعمل على تسكين الألم فقط، دون أن يكون له قدرة على إبطاء نمو أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، ومنها:[

    المسكنات الأفيونية: والتي يصفها الطبيب في حالات الألم الشديد، والذي لم تكن المسكنات السابقة فعالة في تخفيفه.



    العلاجات الهرمونية

    قد يتمّ اللجوء إلى العلاج الهرمونيّ (بالإنجليزية: Hormonal Treatment) في بعض الحالات للتخفيف من ألم بطانة الرحم المهاجرة، ويقوم مبدأ هذه العلاجات على تقليل أو منع الحيض من خلال التأثير في إنتاج المبايض للهرمونات، وبالتالي التقليل من الألم المصاحب للبطانة المهاجرة، كما أنّه يقدم فوائد إضافية فهو يساعد على تقليل حجم وتثبيط نمو رقع البطانة المهاجرة، ولكن من ناحية أخرى ينبغي تنبيه المرأة لأنّ تأثير هذه الأدوية في الهرمونات الأنثوية يمنع الحمل بشكل مؤقت في فترة العلاج؛ أي أنّها لن تستطيع الحمل خلال المدة التي تستخدم فيها هذه العلاجات، ولكنّ تأثير هذه الأدوية في منع الحمل يزول بعد التوقف عن استخدامها، ولا يؤثر في خصوبتها أو قدرتها على الإنجاب مستقبلياً، وفيما يلي بيان لأنواع العلاج الهرموني المتاحة:




    الجراحة

    تُمثل الجراحة أحد الخيارات العلاجية المطروحة في حالات بطانة الرحم المُهاجرة، فقد يعمد الطبيب إلى إجراء جراحة لقطع أعصاب الحوض بهدف تخفيف الألم الشديد، وإضافة إلى ذلك يمكن التخلص من أنسجة بطانة الرحم المهاجرة جراحياً في بعض الحالات من بطانة الرحم المهاجرة، ومنها: مواجهة صعوبة في الحمل، وفشل العلاجات السابقة في التخفيف من أعراض بطانة الرحم المهاجرة، والحاجة لإزالة التصاقات قد حدثت في منطقة الحوض، كما يُلجأ للعلاج الجراحي إذا كانت أنسجة بطانة الرحم قد نمت في أكياس على المبيض فيما يُعرف بأكياس الشوكلاتة (بالإنجليزية: Chocolate cysts)، أو إذا نمت أنسجة بطانة الرحم المهاجرة في الأمعاء أو الحالب وتسببت بانسدادها، وتوجد عدّة أنواع من العمليّات الجراحيّة التي تعتمد على إزالة أو كي أنسجة بطانة الرحم المهاجرة جراحياً، نبيّن أهمها فيما يأتي:

    عمليّة شقّ البطن: (بالإنجليزية: Laparotomy)، تُجرى هذه الجراحة كحلّ أخير لعلاج بطانة الرحم المهاجرة، وفي حال عدم فاعلية جراحة تنظير البطن في السيطرة على الحالة، وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات لإزالة المبايض، وقناتي فالوب، والرحم في حال كان الضرر الحاصل فيها شديداً، وبعد أخذ موافقة المصابة.



    حل مشاكل الإنجاب

    يظن بعض الأفراد أنّ المعاناة من بطانة الرحم المهاجرة تتسبب بالإصابة بالعقم، ولكنّ هذه الإشاعة ليست صحيحة تماماً؛ والحقيقة هي أنّ بطانة الرحم المهاجرة يمكن أن تؤثر في الخصوبة وتسبب مشاكل في الإنجاب بدرجات متفاوتة لدى بعض المصابات، وليس الغالبية، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات حقيقية حول نسبة اللاتي يعانين من العقم والأخريات القادرات على الإنجاب من المصابات ببطانة الرحم المهاجرة، إلّا أنّه يُقدر أنّه وبشكل عام 60-70% من المصابات ببطانة الرحم المهاجرة قادرات على الحمل والإنجاب، وأمّا النسبة المتبقة اللاتي يواجهن مشاكل في الخصوبة والإنجاب فغالباً ما تكون مشاكلهنّ قابلة للعلاج،ويعتمد علاج مشاكل الخصوبة المرتبطة بالإصابة ببطانة الرحم المهاجرة -في حال وجودها- على عدّة عوامل مختلفة؛ مثل: عُمُر المرأة المصابة، وشدّة المرض، وتكلفة العلاج، وتفضيل المرأة، بالإضافة إلى احتمال وجود مسبّب آخر لمشاكل الحمل غير الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة،وفي معظم الحالات يكون العلاج بالتنظير البطني كافياً لإزالة نسيج بطانة الرحم المهاجرة، وعلاج مشاكل الخصوبة لدى المرأة إن وُجدت، أمّا العلاج الهرموني الذي أتينا على ذكره سابقاً فهو غير فعال في علاج مشاكل الخصوبة، ويجدر بالذكر أيضاً أنّه وفي حال عدم حدوث حمل بعد إجراء التنظير البطني فيُمكن اللجوء إلى وسائل المساعدة على الإنجاب: التلقيح داخل الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine insemination) والتلقيح الصناعي داخل المختبر المعروف بأطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In Vitro Fertilization).


    20 Sep 2024