قالَ الشيخ ابن باز رحمه الله إنّ عدد السنن الرواتب هو اثنتا عشرة ركعة، وذهب البعض من أهل العلم إلى أنّ عددها عشر ركعات، لكن ثبتَ عن الرسول ما يدل على أنّها اثنتا عشرة ركعة؛ حيث إنّ راتبة الظهر القبلية هي أربع ركعات، إذ قالَ ابن عمر رضيَ الله عنه: (صلَّيتُ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ركعتَينِ قبلَ الظهرِ، وركعتَينِ بعدَ الظهرِ، وركعتَينِ بعدَ الجمُعةِ، وركعتَينِ بعدَ المغربِ، وركعتَينِ بعدَ العِشاءِ)، لكن رودَ عن السيدة عائشة وأم حبيبة رضيَ الله عنهما أنّهما حفظتا أربعاً والقاعدة هي من حفظ حجة على من لم يحفظ، وعليه وردَ عن ابن باز أنّ عدد السنن الرواتب استقرت على اثنتي عشرة ركعة.
سنة يوم الجمعة
صلاة الجمعة هي صلاة مستقلة ولها أحكامها، وعليه فهي ليست ظهراً ولا يصح قياسها على صلاة الظهر، ولم يثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو عن أحدٍ من أصحابه أنّه صلى للجمعة راتبة سنة قبلية مثل راتبة الظهر أو غيرها من الصلوات، ومن المشروع للمسلم أن يصلي تطوعاً قبل صلاة الجمعة في المسجد بما تيسر له من عدد الركعات وذلك حتى يخرج الإمام على الناس.
عدد ركعات سنن الصلوات الخمسة
إنّ خير العبادات التي يقرب بها العبد من خالقه تعالى هي الصلاة، وبها يحصل على الرفعة في الجنة، وصلاة السنن تجبر النقص الحاصل في أداء الفرائض، ورويَ عن أم حبيبية رضيَّ الله عنها انها سمعت الرسول عليه الصلاة السلام يقول: (من صلى اثنتي عشرةَ ركعة في يومٍ وليلةٍ، بني له بهن بيتٌ في الجنةِ. قالت أمُّ حبيبةَ: فما تركتهن منذ سمعتُهن من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)، والسنن الرواتب هي:
سنن صلاة الفجر: ركعتان قبل صلاة الفجر المفروضة.
سنن صلاة الظهر: ركعتان أو أربع ركعات قبل الفرض، وركعتان بعد الفرض.
سنن صلاة العصر: لا سنة رابتة لصلاة العصر.
سنن صلاة المغرب: ركعتان بعد صلاة المغرب المفروضة.
سنن صلاة العشاء: ركعتان بعدَ صلاة العشاء المفروضة.
قضاء السنن الرواتب
يشرع للمسلم أن يقوم بقضاء السنن الرواتب الفائتة في غير أوقات النهي، وهذا هو مذهب كلّ من الشافعية، الحنابلة، وقواهُ ابن تيمية، واختاره كلّ من ابن عثيمين وابن القيم، كما قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: (من نسي صلاةً أو نام عنها، فكفارتُها أن يصليها إذا ذكرها)، ووجه الدلالة أنّ عموم الحديث يدل على مشروعيّة الصلاة الفائتة بسقضاءبب النوم أو النسيان سواء كانت هذه الصلاة فرضاً أم راتبة.