كلمة الصاع بحد ذاتها هي كلمة قابلة للتأنيث وللتذكير في آن واحد، فمن استخدمها على أنّها مذكر، كان جمعه (أصواع)، أمّا من استخدمها على أنّها مؤنث، جمعت على أصوع.
الصاع
الصاع هو وحدة قياس تستخدم لقياس الحجم، وهو من المكاييل التي كانت تُستعمل في القديم لكيل المواد المختلفة وخاصة المواد الغذائيّة.
تستخدم وحدة الصاع بالدرجة الأولى كوحدة لقياس الأحجام، إلا أنّ الفقهاء قاموا بإجراء بعض التعديلات على هذه الوحدة، فقاموا بتقدير كتلة الصاع الواحد، حيث أصبحت هذه الوحدة بعد ذلك تستعمل كوحدة لقياس الكتلة، وكان هدف الفقهاء من هذا الأمر هو أن يقوموا بنقل هذه الوحدة والمحافظة عليها.
الصاع مقارنةً بالكيلو جرام والليتر
كتلةً، يقدّر الصاع على أنّه يساوي تقريباً (2.035) كيلو غراماً تقريباً، وهناك من قال أنّ الصاع الواحد يعادل ما مقداره (2.6) كيلو جراماً تقريباً، وقد تمت عمليات التقدير هذه بناءً على أنّ (المد) يعادل مـلء يدي رجل واحد، ومن هنا كان المد يقترب تقريباً من حوالي (650) غراماً، وإذا علمنا أنّ الصاع الواحد يساوي تقريباً أربعة أمداد، فإنّ كتلة الصاع الواحد تقدّر تقريياً حينئذ بـ (4 * 650 غراماً = 2.6 كيلو جراماً). أمّا إن أردنا استعمال الصاع على أنّه وحدة لقياس الأحجام، وإذا ما استعنا بنفس المعادلة السابقة وهي أنّ الصاع الواحد يساوي أربعة أمداد، لوجدنا أنّ الصاع الواحد يعادل ما بين (2400) ملي ليتر تقريباً إلى حوالي (2500) ملي ليتر تقريباً، وهذه القياسات إمّا بقياس حجم الوزن للقمح، أو بقياس الحجم الناتج عن حفنة رجل واحد.
ارتباط الصاع بالدين الإسلامي
ارتبط الصاع ارتباطاً كبيراً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وخاصّة بالزكاة والكفّارات، وبكميّة الماء التي من الممكن استعمالها للوضوء. فمثلاً في زكاة الفطر كان مقدار زكاة الفطر الواجب إخراجها حوالي الصاع الواحد من التمر أو الصاع الواحد من الشعير.
أمّا في الوضوء، فقد ورد في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل وخادم رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنّه قال: " كَانَ النبي -صلى الله عليه وسلم- يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ". ومن هنا نرى أنّ هذه الوحدة كانت شائعة الاستعمال قديماً في عهد الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – وفي العهود التي ولت عهده الميمون الشريف، وقد شاع استعماله أيضاً في المدينة المنورة في القديم. ومن الجدير ذكره أنّ نصف الصاع الواحد يسمّى بالفسط، ومن هنا تم اشتقاق الكليجة والعدل.