الذّئاب حيواناتٌ مُفترسة لاحمة تتّصف بالذّكاء والتّنظيم، وهي من أكبر فصائل الكلاب. تتصف الذئاب بأنّها صيّادةٌ ماهرةٌ تفترس الحيوانات الكبيرة والصّغيرة بطريقة تتّسم بالدّهاء الشديد، إذ تعد أقوى فصيلة تعتبر الذئاب فصائل الكلاب. تصل سرعة الذّئب إلى 50 - 60 كم/ساعة، وله قدرة كبيرة على الفتك بالفريسة بأنيابه ومخالبه الحادّة. تعيش الذّئاب في مُجتمعات مُنظّمة وبتكافلٍ اجتماعيٍّ عالِِ بين أفرادها، ولها أنواعٌ وألوانٌ وأحجامٌ كثيرة مُنتشرة حول العالم ما عدا في قارتَي أستراليا وأمريكا اللاتينيّة. تُبنى الكثير من الأساطير والقصص على أنّ الذئب حيوان قويّ ومُفترس بشدّة ولا يُستهان به.
أنثى الذئب
يُطلق على أنثى الذئب اسم السّرحانة، أو العسقلة، أو السّنداوة. تمتدّ فترة الحمل للأنثى إلى 65 يوم وتضع بعدها حوالي 3 إلى 8 جِراء صغيرة مُغمضة الأعين وعمياء. تُربّي الأم الصّغار وتُعلّمها كيفيّة حياة الذئاب المُنظّمة، ونوع الطّرائد والطّعام الذي تأكله ولا تأكله؛ فالذّئاب لا تأكل الجِيَف مثلاً. تُميّز الذّئاب نوع الفريسة من مكان شاسعٍ إذا شمّت رائحتها أو رائحة دمها، كما تُميّز إن كانت الفريسة ذكراً أم أُنثى.
أنثى الذئب خطيرة، وفي بعض الأحيان تكون أشد خطراً من الذّكر، ولها طِباع وحشية، تفترس أيّ شيء يقترب من الجُحر أو يُعرّضها هي وصغارها للخطر هي سواء كان إنساناً أو ماشيةً أو حيواناتٍ أُخرى، وتستطيع الجري بسرعة مثل الذّكور؛ فنفسها طويلٌ جدّاً ولا تتعب بسهولة إلا إذا باغتتها الفريسة وقامت بالهروب بشكل دائريّ، فالعامود الفقريّ للذّئاب مستقيم ولا يتحمّل الالتفاف بشكل دائريّ لفترات طويلة.
الحياة الإجتماعية
تعيش الذئاب، في أسلوبٍ مٌعقّد من الحياة، فهي تعيش ضمن مجموعاتٍ غالباً ما تكون كبيرةً، خاصّة في مناطق توافُر الفرائس، وفي الغابات الشّاسعة. يصل عدد القطيع إلى عشرين ذئباً، أما في المناطق الصّغيرة والتي لا تتوافر بها الطّرائد من الممكن أن يتكوّن القطيع من سبعة أفراد أو أقلّ. تتمتّع أي مجموعةٍ بترتيب يُشابه التّرتيب الطبقيّ، إذ من الضروريّ وجود قائد للمجموعة يتزوّج من الأُنثى القويّة، ويبقى مُخلصاً لها حتى الممات.