اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    ما تاريخ معركة المدائن؟

    0
    20 Sep 2024
    20 Sep 2024
    0
    0

    ما هي المدائن؟

    0

    المدائن جمع والمفرد منها مدينة، وهي عبارة عن سبع مدن، حيث كانت عاصمة آل ساسان لفترة طويلة من الزمان، وتقع مدينتان منها في شرقيّ نهر دجلة، وخمس مدن في غربيّ النهر، وفيما يأتي بيان موقع كلّ مدينة منها وبيان سبب تسميتها:


    مدينة بَهُرَسِير: وصفت مدينة بَهُرسير بشدّة قوّتها من بين المدن السبع؛ حيث أُحيط بأسوارها تحصين قويّ من كلّ جانب، وتعدّ أكبر وأقدم المدن، وكان يُطلق عليها اسم: المدينة الدنيا، بينما يُطلق على المدينة السابعة: المدينة القصّوى، وتقع شرقيّ نهر دجلة.


    مدينة ماخوذة: وهي مجاورة لمدينة بَهُرَسِير، وتقع في جنوبها على نهر دجلة.


    مدينة ملاش أباد: هي إحدى المدائن السّبعة، وتقع جنوبيّ مدينة بَهُرَسِير.


    مدينة درزنيرزان: وتقع شماليّ منطقة بَهُرَسِير وكأنّها داخله.


    مدينة سلوقية: أنشأ هذه المدينة كسرى فارس وهو شيرويه، وكان قد أنشأها بعد الانتصار الذي حقّقه في حربه مع الرّوم، وتمّ إنشاء مدينة السلوقيّة على ذات الطراز الذي أُنشأت عليه مدينة أنطاكية الروميّة، وكان فيها تجمّع كبير للنّصارى فبنوا فيها كنيسة، وتقع مدينة سلوقيّة في الشّمال، غرب نهر دجلة.


    مدينة طَيْسَفُون: تقع في الجهة المقابلة لمدينة سلوقيّة.


    مدينة أسفنابر: تضم مدينة أسفنابر إيوان كسرى، الذي يحتوي بداخله عرش كسرى، ولذلك أخذت المدينة الأهميّة الكبرى من بين المدائن، فالتفت حولها الأسوار الضخمة، وكان يفصل بين مدينة بَهُرَسِير ومدينة أسفنابر جسر عائم، يقطعه الفرس متى أرادو، حيث تمّ قطع الطريق على المسلمين لمنعهم من الوصول إلى المدائن، فتمرّكز بداخل الإيوان يزدجرد الثالث كسرى فارس ظنّاً منه أنّ المسلمين لن يستطيعوا الوصول إلى هذا المكان الحصين، وكانت تحفّ بالمدينة الغابات الكثيرة، وكان فيها ساحة للغزلان.


    تاريخ معركة المدائن

    حدثت معركة المدائن في شهر صفر سنة 16 للهجرة.


    معركة المدائن

    بعد أن أعزّ الله -تعالى- المسلمين بالنّصر والتمكين في معركة القادسية، فبدأت تتجه أنظارهم إلى فتح العالم أجمع تحت لواء الإسلام، فبدأ المسلمون يعدّون العُدّة ويهيؤون جيوش الفتح الإسلاميّ لفتح معاقل بلاد فارس وأهم بلادها ومدنها، فكانت غاية الفتح متّجهة صوب المدائن، عاصمة الفرس وعاصمة آل ساسان، وكانت أعزّ مدينة وعاصمة الروم في ذلك الوقت، وبات الفتح الإسلاميّ

    لبلاد فارس وشيكاً، بعدما ألحقت الجيوش الإسلاميّة بهم الهزائم والخسائر الكبيرة، وكما أنّهم قَضْوا على معظم قادة وكبار الفرس بعد معركة القادسيّة بقيادة الصحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص، فحانت لحظة الفتح بإشارة من الفاروق عمر بن الخطاب عشر من الهجرة، فكان عمر بن الخطّاب يتابع سير الفتوحات الإسلاميّة في بلاد فارس من المدينة المنورة، وأقبلت القبائل العربيّة بالمدد لجيوش الفتح الإسلاميّ من بعد تردّدهم وخوفهم من الفرس، وما إن اقترب المسلمون من المدائن حتى أُعلن سقوط أولى المدائن، وهما مدينتا: ماخوذة وملاش أباد، ففرّ أهلها إلى مدينة بَهُرَسِير، وبدأ الفرس بتجهيز العدّة للتصدّي لجحافل الفتح الإسلاميّ، فاتّجه المسلمون إلى مدينة بَهُرَسِير وقاموا بتضييق الخناق على أهلها وشدّدوا عليهم الحصار، إلّا أنّهم لم يستسلموا بسهولة، حتى قيل إنّهم أكلوا لحم السنانير والكلاب؛ لشدّة الحصار الذي فرضه المسلمون عليهم،

    ففرّ أهلها إلى مدينة أَسْفَانِبْر عبر الجسر العائم، مخلّفين ورائهم بُهْرَسِير التي كانت ضاحية للمدائن، فما عاد يفصلهم عن النّصر سوى نهر دجلة، فتصدح الحناجر الواثقة بنصر الله بتكبيرات الفتح بقيادة القائد المسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأكمل المسلمون السير إلى المدائن بخيول غطّت النهر، فلم يُرى من النّهر إلّا خيول المسلمين الواثقين بنصر الله، فيقذف الله -تعالى- الرّعب في قلوب أعداء الإسلام، فيكتب لهم التمّكين والفتح المبين، فتحوّلت أحلامهم بفتح المدائن إلى حقيقة، بعد أن فرّ كسرى وجنوده بالذلّ والهزيمة، فدخل سعد القصر الأبيض بالمدائن، وانتهى إلى إيوان كسرى وهو يتلو قول الله تعالى:  (كَمْ تَرَكُوا۟ مِن جَنَّٰتٍ وَعُيُونٍ ﴿٢٥﴾ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٢٦﴾ وَنَعْمَةٍ كَانُوا۟ فِيهَا فَٰكِهِينَ ﴿٢٧﴾ كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَٰهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ ﴿٢٨﴾ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِينَ). ،وصلّى صلاة الفتح؛ ثمان ركعات دون فصل بينهنّ.



    edالمدائن

    20 Sep 2024