اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    ماهو معنى الوتر؟

    0
    23 Nov 2024
    23 Nov 2024
    0
    0

    الوتر ، مصطلح الوتر ، معنى الوتر ، الوتر اصطلاحاً شرعياً، كيفية دعاء الله باسم الوتر ، صلاة الوتر ،

    0


    مصطلح الوتر

    ينصرف الذهن عند سماع كلمة الوتر إلى أمورٍ عدّةٍ، ترجع في دلالاتها إلى الفرديّة، وأهمّ ما يحضر في بال المسلم: ذات الله سبحانه؛ فالوتر اسم من أسماءه الحسنى، ودلالته أنّه المتفرّد بكمال الصفات، فله الخلق والأمر، سبحانه وتعالى عمّا يصفون، ثمّ يحضر معنى صلاة الوتر، وحكمها وكيفيتها وفضلها، وهي بهذا المسمّى لها اتصالٌ بأصل المعنى في اللغة العربية، فما معنى الوتر لغة، وما دلالة معناه على ذات الله العليا، وما هي صلاة الوتر، وما مجمل أحكامها؟




    معنى الوتر

    الوتر في اللغة

    الوتر مفردٌ، من الجذر الثلاثي وَتَرَ، وجمعها: أوْتار ووِتَار، والوَتر مصدر، ويقال: وتَّرَ الصلاة، بمعنى وتَرَها؛ أي أفردها وجعلها وِتْرًا، والوَتْر والوِتْر -بفتح الواو وكسرها-، بمعنى: فرد، وهو عكس الشَفع، ومنه صلاة الوِتْر: وهي ركعةٌ أو ركعاتٌ بعد الشفع إثر صلاة العشاء، والوَتْرُ والوِتْر -بفتح الواو وكسرها-: اسم مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى، بمعنى أنّ الله هو الفَرْدُ الفذّ، وسمّي يوم عرفة بالوِتر.




    الوتر في الاصطلاح الشرعي

    ترد كلمة الوتر في اصطلاح الشرع للدّلالة على أمورٍ عدة:


    الوتر اسم من أسماء الله الحسنى: وقد ورد هذا الاسم في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، حيث قال: (للهِ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةٌ إلَّا واحدًا، لا يحفَظُها أحدٌ إلَّا دخل الجنَّةَ، وهو وِترٌ يحبُّ الوِترَ)، وقال أهل العلم، الله وترٌ أي: واحدٌ، وقال الخطابي: الوتر هو الفرد، الذي لا شريك له ولا نظير، وقال غيره: هو وترٌ؛ لأنّه لا قديم غيره، ولا إله سواه، ولأنّه لا يصحّ لشيء من الموجودات أن يُضمّ إليه؛ فيُعدّ معه، فيصبح مع المعدود شفعاً، وهذا مُحال، فالفردية صفةٌ يستحقّها بذاته، فلا شبيه في صفاته، ولذا هو الله الوتر.

    صلاة الوتر: هي الصلاة التي يؤدّيها المسلم بعد صلاة العشاء، وتمتدّ مشروعيتها إلى طلوع الفجر، وسمّيت بالوتر؛ لأنّها تُصلى وتراً، أي: بعدد ركعات فردي، ركعة واحدة، أو ثلاث ركعاتٍ أو أكثر.



    كيفية دعاء الله باسم الوتر

    الوتر اسمٌ من أسماء الله تعالى، وله دلالاتٌ عظيمةٌ، وقد ورد به الخبر في الحديث الصحيح: (وهو وِترٌ يحبُّ الوِترَ)، ومن دلالاته ومعانيه العظيمة ما يأتي:


    من معانيه أنّه سبحانه المتفرّد عن خَلقه، البائن منهم بصفاته العليا؛ فكلّ خَلقه شفعٌ، قال تعالى: (وَمِنْ كُل شيءٍ خَلَقْنَا زَوْجين).

    الوتر صفة لله -سبحانه وتعالى- وهو اسمٌ من أسماءه، كما جاء عن بعض أهل العلم.

    يسأل العبدُ اللهَ -سبحانه وتعالى- بهذا الاسم؛ فهو -عز وجل- يحبّ من عبده أن يُفرده بألوهيّته وربوبيّته، وأن يدعوه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا، فلا يجعل لله شفعاً، ولا ندّاً، ولا شريكاً.

    يمكن للداعي أن يُضمّن دعاءه بأسماء الله تعالى وصفاته باسمه الوتر، فيقول مثلاً: اللهم إنّي أسألك بأنّك أنت الله الواحد الأحد الفرد الوتر الصمد، أن تغفر لي ذنبي، وتصلح لي شأني، أو يقول: اللهم يا وتر، أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ونحو ذلك.

    على المسلم حينما يدعو الله باسمه الوتر أن يستحضر معناه، ودلالاته العظيمة، ويتوسّل بين يدي الله -سبحانه وتعالى- بما يتضمّنه هذا الاسم من معاني الوحدانية والفردية، ويستحضر قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).



    صلاة الوتر

    لصلاة الوتر أحكامٌ ذكرها الفقهاء في كتبهم، اتّفقوا على بعضها، وتعدّدت آرائهم في بعضها، ومن مسائل وأحكام صلاة الوتر ما يأتي:


    حكم صلاة الوتر عند العلماء، وهم في ذلك على قولين:

    جمهور الفقهاء على أنّ صلاة الوتر ليست واجبةً، وإنّما هي سنّة مؤكّدة، ودلّلوا على رأيهم بحديث طلحة رضي الله عنه: (أنَّ أعرابيًا جاءَ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ثائِرَ الرأسِ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أخبرنِي ماذَا فرَضَ اللهُ عليَّ من الصَّلاةِ، فقالَ : الصَّلَوَاتِ الخمْسَ إلا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا)، وقالوا: هذا حديثٌ واضح الدلالة على عدم وجوب الوتر، واستندوا إلى القول بسنيّتها بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا إنَّ الوترَ ليسَ بِحَتمٍ كصلاتِكُمِ المَكْتوبةِ ، ولَكِنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أوترَ ثمَّ قالَ : أوتِروا يا أَهْلَ القُرآنِ ، أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوترَ).

    ذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بوجوب صلاة الوتر، واستدل على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا)، والرّاجح هو قول جمهور الفقهاء.

    اتّفق جمهور الفقهاء على أنّ وقت صلاة الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، واتفقوا كذلك على أنّ أفضل وقته هو السَّحَر.

    يسنّ للمسلم إذا فاتته صلاة الوتر أن يصلّيها في وقت الضحى، ولكنّه يتبعها بركعةٍ أخر؛ فإن كان يوتر ثلاث ركعات صلّاها أربعاً.

    ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ أقل الوتر ركعةٌ واحدةٌ، لكنّهم قالوا أنّ الاقتصار عليها خلاف الأولى، لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- (إنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، كيف صلاةُ الليلِ: قال: مثْنى مثْنى، فإذا خِفْتَ الصبحَ فَأَوْتِرْ بواحدةٍ)، فجاء تسويغ الركعة بالخوف من دخول وقت الفجر بسبب قيام الليل، أما الحنفية فلم يجيزوا الوتر ركعةً واحدةً.

    أكثر الوتر في المذهب الشافعي والحنبلي إحدى عشرة ركعة، وأدنى الكمال لصلاة الوتر أن يصليها المسلم ثلاث ركعات.

    صلاة الوتر لها صفتان، بالوصل والفصل، والمقصود بالفصل: أن يُفصَل بين ركعاتها؛ فيصلي المسلم ركعتين ثمّ يسلّم، ثمّ يأتي بركعةٍ منفصلةٍ، وهكذا إذا صلّاها خمساً أو أكثر، تقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يفصِلُ بينَ الشَّفعِ والوِتْرِ بتسليمٍ يُسمِعُناه)، وإمّا أن يصل بين الرّكعات، ولا يفصل بينها بسلام، وتعدّدت آراء العلماء في طبيعة الوصل، غير أنّه بالمجمل يجوز للمصلي أنْ يسردها جميعاً بجلوس واحد في آخرها، كما يجوز له أنْ يفصل قبل الركعة الأخيرة بجلسة التّشهد، ثم يأتي بالرّكعة الأخيرة، لحديث أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يوترُ بسبعٍ أو بخمسٍ ، لا يفصلُ بينهنَّ بتسليمٍ ولا كلامٍ).

    اتفق جمهور الفقهاء على أنْ يقرأ المصلّي في كلّ ركعة من الوتر بسورة الفاتحة، وسورة أخرى أو آيات ممّا تيّسر له، لكنّ القراءة بعد سورة الفاتحة عند العلماء سنّة في صلاة الوتر.

    ذهب الإمام أبو حنيفة إلى وجوب القنوت في صلاة الوتر، والمعتمد عند الحنابلة أنّ قنوت الوتر سنّة، ووافقهم أبو يوسف ومحمد من الحنفية.


    23 Nov 2024