يُعرّف العلماء والباحثون الدورة الشهرية (بالإنجليزية: menstrual cycle) على أنّه الفترة التي تمتد من أول يوم في حدوث النزف الشهري المعتاد إلى اليوم الأول من النزف اللاحق الذي يحدث في الشهر الذي يليه، وغالباً ما تكون هذه الفترة ثمانية وعشرين يوماً، ويمكن القول إنّ المدة تتراوح بشكلٍ عامٍ بين 24 يوماً و38 يوماً، ويجدر بالذكر أنّ هناك بعض النساء اللاتي تكون الدورة الشهرية لديهنّ منتظمة، فينجحن في توقع اليوم الذي يحدث فيه النزف على وجه صحيح، وفي المقابل تُعاني بعض النساء من عدم انتظام الدورة الشهرية، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث الدورة الشهرية يتضمن سيطرة الهرمونين المعروفين بالإستروجين والبروجستيرون، وإنّ الهدف من حدوث هذه الدورة هو التحضير للحمل، إذ يمكن القول إنّ عملية الإباضة التي تتمثل بإطلاق بويضة ناضجة واحدة تحدث مرة في الشهر، وبإطلاق هذه البويضة يبدأ الجسم بإعداد الهرمونات لتجهيز الرحم لحدوث عملية الحمل، وذلك بانتظار هذه البويضة للحيوان المنوي ليقوم بإخصابها، وفي حال عم وصول حيوان منوي ونجاح عملية الإخصاب والحمل، فإنّ الجسم يذرف بطانة الرحم على شكل دم يُعرف بنزف الدورة الشهرية، ويُعرف عند عامة الناس اختصاراً باسم الدورة الشهرية، وغالباً ما تستمر مدة النزف فترة تتراوح ما بين أربعة إلى ثمانية أيام، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه الفترة تكون فيها الهرمونات وخاصة الإستروجين في أدنى مستوياتها، الأمر الذي يُفسر شعور المرأة بالكآبة والحزن والتهيج خلال هذه الأيام.
النزف ما بين الدورات الشهرية
إنّ حدوث نزف خارج الفترة التي يحدث فيها نزف الدورة أي بعد انتهاء الأيام التي يحدث فيها النزف المعتاد، يُعدّ أمراً غير طبيعيّ، ويمكن أن يُعزى حدوث ذلك لمجموعة من العوامل، نذكر منها ما يأتي:
اختلال توازن الهرمونات (بالإنجليزية: Hormonal imbalance): ويُقصد بذلك حدوث اختلالات في التوازن بين مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، وهما الهرمونان المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية كما أسلفنا، ومن العوامل التي قد تتسبب بحدوث اختلالات أو اضطرابات في هذا التوازن: اعتلال المبايض، والإصابة بمشاكل الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland Disorders)، والبدء بتناول حبوب منع الحمل أو التوقف عن تناولها، وبما بتعلق بالبدء بتناول حبوب منع الحمل، فإنّه يجدر بالذكر أنّ هذه المشاكل غالباً ما تظهر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ذلك، ولا يقتصر الأمر على تناول حبوب منع الحمل الاعتيادية، وإنّما يتعدّى الأمر ذلك إلى أشكال موانع الحمل الأخرى مثل لصقة منع الحمل (بالإنجليزية: Contraceptive Patch)، واللولب الرحميّ (بالإنجليزية: Intrauterine Device)، وغرسات منع الحمل (بالإنجليزية: contraceptive implant)، وحقن منع الحمل كذلك.
الورم الليفي في الرحم (بالإنجليزية: Uterine Fibroids)، ويُعرّف على أنّه حدوث نموّ غير طبيعيّ ولكنّه غير سرطاني في الرحم.
السرطان، ولكنّه أمر ليس شائع الحدث، ومن الأمثلة على السرطانات التي تتسبب بحدوث نزف ما بين الدورات الشهرية الإصابة بسرطان عنق الرحم، أو الرحم، أو المهبل، أو المبايض.
أسباب أخرى، مثل الإصابة بالسكري، أو إدخال شيء إلى المهبل أو تعرّضه للأذى بأي طريقة أخرى، أو تغيرات الوزن الشديدة سواءً كانت بالفقد أو الاكتساب.
مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من النزف المستمر، أو النزف الغزير، أو طويل الأمد، وكذلك في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من التبقيع وخاصة إذا كان مزعجاً، أو في حال ظهور أعراض أخرى مصاحبة له، مثل الحمّى، أو الشعور بألم في أسفل البطن، وغالباً ما يعمد الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات لتشخيص حالة المرأة، ومن الفحوصات التي عادة ما يُلجأ إليها: التصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض، وتحليل الحمل، والفحوصات التي تُعنى بالكشف عن العدوى المنقولة جنسياً.