يُطلق لفظ الخيل في اللغة العربيّةِ على مجموعة الأفراس، وجمعها خيول، والخيول (بالإنجليزية: Horses) حيوانات قوية، ورشيقة تنتمي لفصيلة الثدييات، ورُتبة مفردات الأصابع. لعبت الخيول دوراً أساسياً في حياة البشر، وتاريخ الحضارة، وقد استفادَ منها البشر في السفر، والرياضة، والفن، والحروب، والنقل.
تُعدّ الخُيول من ذوات الحافر، لها حافر بيضويّ الشَّكل، وسيقان طويلة نَحيلة، وشعر قصير يُصبح أكثرُ سمكاً في الشتاء، وذيل طويل، ورأس مُستطيل، ورَقَبة غليظة مُغطّاة بشعرٍ خشن يمتدّ على طول الجانب
الخيول من آكلات الأعشاب وأسنانها مُخصّصة للرعي، وتوجد لها العَديد من السُلالات التي تختلف من حيث حجمها، وطول الساق، وطول الرأس، وتركيب الجسم، ولون الشعر، وتتراوح ألوان الخيول بين اللون الأبيض، والأسود، والأصفر، والأحمر، والبني، وتوجد منها خيول منقطّة، وأخرى مبقعّة.
تاريخ الخيول
يَعودُ تاريخ الخيول إلى حوالي (54) مليون عام، وهناك معلوماتٍ متضاربة حول تاريخ ترويض الخيول البرية من قبِل الإنسان، وبشكلٍ عام إنّ ترويض هذه الحيوانات يبدو أنّه كان في فترةٍ ما بين (4000 - 5000) سنة قبل الميلاد.
الحياة الاجتماعيّة ودورة حياة الخيل
يتكوّن قَطيعُ الخيول البريّة من أنثى مُسيطرة على القطيع، ومجموعة من الأفراس، والأمهار، والخيول غير الناضجة من كلا الجِنسين، ويترتّب القطيع حسب التسلسل الهرمي، فيكون الأفراد الأقلّ منزلةً على الأطراف؛ حَيث يَزداد احتمال تَعرُّضهم للافتراس من الحيوانات الأخرى، أمّا الذكر المُهيمن فيكون على هامش القطيع، ويقتصر دوره على التناسل، وهو مُعرّض لهجمات الحيوانات المفترسة، والذكور الأخرى التي تنافسه على دور الفحل المهيمن، ويُستبدل فوراً إذا تغلّب عليه ذكرٌ آخر.
عِندما تصلُ ذكور المهور لعمر النضج يطردهم الذكر المُهيمن من القطيع. يزداد نشاط الذكور بالتزاوج ما بين شهري نيسان وحزيران من كل عام، وتمرّ الإناثُ بفترةٍ نزويّة كل (21) يوماً بمُتوسّط (6.5) أيّام كلّ مرة، وقبل نهاية الفترة النزويّة بيوم أو يومين تَحدث الإباضة وتزداد فرصها بالحمل. تتراوح فترة الحمل عند الخيول ما بين (287-419) يوماً، وتلدُ الإناث مُهراً واحداً كل عام، وفي حالات نادرة قد تلدُ الأنثى توأماً.
يتمَكّن المٌهر من الوقوف خلال السَّاعة الأولى من عمره، ويبدأ بالمشي ومُتابعة الأم في غضون أربع إلى خمس ساعات، ويتمكّن من تناول الطعام الصلب بعد مرور أسبوع، وبَعد الشهر الثاني يبدأ فطام المُهر تدريجيّاً وتمتدّ هذه الفترة عند الخيول البريّة لمُدّة عامين، أمّا أمهار الخيول الأليفة فتُفطم عادةً بعُمر (4-5) شهور، وتَحظى الأمهار بالعناية، والحماية من الأم، وجميع أفراد القطيع، ويتمّ تعليمها على احترام التسلسل الهرمي لأفراد القطيع.
تَصلُ الإناثُ لعمرِ النضج بعد (4-5) سنوات، أمّا الذكور فتحتاج (6-7) سنوات، ويَعتمد مُتوسّط عمر الحصان على عدة عوامل، منها، السُّلالة، والبيئة، والتغذية، وصحة الأسنان، والحالة الإنجابيّة، وعدد دورات الإنجاب، ويصل متوسط عمر الحصان الأليف بين (25-30) عاماً (61 عاماً كحدٍّ أقصى)، أمّا الحصان البري فلا يتجاوز عمره (36) عاماً.
طريقة نوم الخيل
تنفرد فَصيلة الخيليّات التي تضمّ كلّاً من الخيول، والحمير، والحُمُر الوحشية بالقُدرة على النوم وهي واقِفة؛ حيث يُمكِن للخَيل أن تَنام مُستلقيةً على جانبها ولكن لفترةٍ لا تَتجاوز (15-20) دقيقة في المرّة الواحدة؛ لأنّ الاستلقاء لفترةٍ أطول قد يُسبّب لها مَشاكل في تدفّق الدم نظراً لوزن جسمها الكبير. تطوّرت قُدرة الخيل على النوم واقفةً كوسيلةٍ للبقاء على حالة تأهّبٍ للهرب من الحيوانات المفترسة، ونَظراً لاستقامة ظهر الحصان فإنَّه لن يتمكّن من الوقوف والهرب بسرعة إذا كان نائماً بوضع الاستلقاء عند تَعرُّضه لهجومٍ من الحيوانات المفترسة.
تَعتمد مدّة وطريقة نوم الحصان على عدة عوامل، منها العمر؛ فصِغار الخيل، أو الأمهار تَحتاجُ إلى فتراتٍ مُتقطّعِة من النوم بوضعيّة الاستلقاء، وتقضي نصف يومها بالنّوم حتى تبلُغ الشهر الثالث من العمر، وكُلّما تقدمت في العمر تقلّ فترات نومها حتى تصل لمُدّة ثلاث ساعات كل 24 ساعة، وتُصبح أكثر ميلاً للنوم بوضعية الوقوف، وتقلّ فترات الاستلقاء على الأرض، ومن العوامل الأخرى التي تؤثِّر على نمط نوم الخيل: درجة الحرارة، والنظام الغذائيّ، والمجهود الذي تَبذُله أثناء العمل، والجنس، ووجود أو عدم وجود حمل، وللتأكد من حصول الحصان على حاجته من النوم والراحة يجب أن يتوفّر له مكانٌ آمنٌ، وجافٌ؛ بحيث يتمكّن من الاستلقاء والنوم، فبعض الخيول قد تبدأ بالشخير، والارتعاش الخفيف إذا لم يتم إزعاجها أثناء نومها.
يكمن السِرّ في نوم الخيول وهي واقفة في التّركيب الخاص لعَضلات الأطراف، والأربطة، والأوتار التي تُحافِظ على استِقامة المَفاصل في أطرافها، وتُمكّنِها من الوقوف دون أن تبذل عضلاتها الكثير من الطاقة؛ حيث يكون الحصان مُستنداً أثناء نومه على ساقيه الأماميتين، وواحدة من الساقين الخلفيتين، بينما تكون السَّاق الخلفية الثانية في وضع استرخاء، ويتمّ التبادل بين السَّاقين الخلفيتين كل بضع دقائق للحدّ من التعب، كما أنَّ وجود أربطة تَدعم عنق الحصان تساعد أن يَتدلّى العُنق والرأس براحة أثناء نومِ الحِصان واقِفاً تَستَرخي الأذنان، وتَكون الأعين مُغلَقة، ويُمكن أن تَتدلّى الشِّفاه.
إذا لم يَحصُل الحِصان على حاجَته من النّوم مُستلقياً؛ فقد تَظهر عَليه أعراضُ نقصِ النّوم، فيَشعُر بالنّعاس خلال النهار، ويَهوي على رُكبَتيه فجأةً مما يُسبّب له الرُّضوض. في بعض الأحيان تَمتنعُ الخيل عن النوم مُستلقيةً نظراً لوُجود مَشاكلَ في العظام، والعَضلات تُسبّب لها الألَم عند الهبوط، أو القيام، أو بسبب الشعور بعَدم الأمان، أو لعدم توفّر فراشٍ مُريح، أمّا الأسبابُ التي تَدفع الحِصان للبقاء مُستلقياً لفترات أكثر من الطبيعي فهي: الإصابة بالمغص، أو التهاب الصّفائح الحساسة، أو الضعف العام، أو الإصابة ببعضِ الاضطرابات العصبيّة.
مكانة الخيل في الإسلام
ذكرُ الخيل وَردَ في القرآن الكريم عدة مرات، وقد أقسَمَ الله تعالى بالعاديات وهي الخيول في سورة العاديات تَكريماً لها، واستِعراضاً لعظمة وإبداع الخالق، يقول تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا* فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا* فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا* فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا* فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)كما أنَّ الرّسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر الخيل في كثير من الأحاديث النبوية، نذكر منها: (الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ، الخيلُ ثلاثةٌ: هي لرجلٍ أجرٌ، وهي لرجلٍ سترٌ، وهي على رجل وِزرٌ، فأمّا الّذي هي له أجرٌ فالذي يتّخذُها في سبيلِ اللهِ فيعدُّهَا له هي له أجرٌ لا يغيبُ في بطونِها شيئاً إلا كتبَ اللهُ له أجرا).