إن من أسباب هجر تلاوة وقراءة القرآن الكريم ما يأتي:
إنَّ سبب هجر العمل بالقرآن الكريم هو عدم الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، فلا بد من المؤمن أن يطبّق ما جاء فيه من الفرائض ويتعلّمها حتى يتقنها ويعمل بها، وأن يبتعد كل البعد عن المحرمات التي نهانا الله -سبحانه وتعالى- عنها في كتابه الكريم، فينال رضى الله -تعالى- والسعادة في دنياه وآخرته
بيّن العلماء المقصود بهجر القرآن الكريم في اللغة والاصطلاح، وتفصيل ذلك فيما يأتي:
هجر القرآن الكريم لغة:
الهجر لغةً الترك والإعراض والبُعد عن الشيء، تركه والإعراض عنه.
هجر القرآن الكريم اصطلاحا:
هو الابتعاد عن القرآن الكريم وترك تلاوته وتدبّر آياته وأحكامه، وعدم تطبيق أوامره وما جاء فيه، واللهو عنه ونسيانه، والافتراء بكلامٍ ليس فيه بغير حق، وعدم الإيمان اليقينيّ به.
إنَّ هجر القرآن الكريم يُورث في قلب هاجره القسوة، لأن القرآن يرقّق قلب قارئه،فبذكر الله-عز وجل- يأنس القلب ويُشرح الصدر وتطمئن النفوس، قال تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)، بالإضافة إلى أن هجر القرآن الكريم يُفقد صاحبه حفظ الله -تعالى- وحمايته له؛ حيث إن ذكر الله -تعالى- هو خيرُ حافظٍ للمؤمن، وهاجر القرآن قد ضيّع الأجر والفضل العظيم من الله تعالى، وفوّت على نفسه شفاعة القرآن الكريم له يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ)، هذا بالإضافة إلى كثرة انتشار البدع بسبب هجر القرآن والإعراض عنه، وهجر كتاب الله يدفع إلى هجر السنّة، وبالتالي يكثر الجهل ويقلّ العلم، ويكثر العمل وفقاً للأهواء والشهوات؛ فتزيد البدع والضلالات.
إنّ من طرق العلاج الرئيسية لهجر القرآن الحرص على وجود يلتزم به المسلم في يومه ويحافظ عليه، ويؤثر القرآن الكريم على انشغالات الدنيا فيقرأه ويتدّبره، ومن أفضل الأوقات لذلك في الصباح الباكر وذلك لوجود البركة في هذا الوقت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُورِكَ لأُمَّتِي في بُكورِها)،بالإضافة إلى الحرص على قراءة كلام الله -تعالى- كأنّه كلامٌ يتنزّل على القارئ له حتى يستشعر برسائله فيؤمن بها ومن ثم يعمل بها ويطبّقها، ويبتعد عن الاستماع عن كل ما يُبعده عن فهم القرآن الكريم ومقاصده، ولا بد من احترام كلام الله وتعظيمه وعدم مقاطعة وقت القراءة بأمورٍ أخرى.