عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين، حيث ولد في مكة المكرمة في عام 586م، وتوفي في الثالث من نوفمبر من عام 644م في المدينة المنورة، كما توفى بن الخطاب بعد مرور عشر سنوات على خلافته للمسلمين، فقد كان حاكماً قوياً، وصارماً تجاه الجناة، ورمزاً للحاكم العادل، وزاهداً بشكل كبير جداً، لذا حظي باحترام الجميع،، كما أنّه أدّى الحج في العام الذي توفّي فيه، وهذه بشارة خير، وحسن خاتمة إن شاء المولى عز وجلّ.
اغتيال عمر بن الخطاب
قُتل خليفة المسلمين المسلمين عمر بن الخطاب على يد شخص لا يُعرف عنه شيءٌ سوى أنّه خادمٌ لمغيرة بن شعبة أحد زعماء الثّقيف بمنطقة طائف، فقد كان اسمه فيروز أبي لؤلؤة المجوسي، وهو فارسيّ من سبي نهاوند، حيث كانت حادثة اغتيال الخليفة في فجر يوم الأربعاء ٢٦ ذو الحجة ٢٣ هـ الموافق 23 من شهر نوفمبر لعام 644م.
عندما خرج عمر بن الخطاب من منزله كي يؤمّ الناس لصلاة الفجر، انتظم جمع المصلين، فأخذ ينوي للصلاة ويكبّر، وفي تلك الأثناء دخل فيروز ووقف إلى جانب الخليفة، ثمّ طعنه بخنجر له نصلان حادّان ثلاث إلى ست طعنات، حيث كانت إحداها تحت منطقة السرّة، وبعد أن شعر عمر بن الخطاب بما جرى، التفت إلى المصلّين وهو باسط اليدين، ثمّ قال: (أدركوا الكلب فقد قتلني)، ثمّ حاول القاتل الهرب والفرار، ولكنّ المصلّين تصدّوا له، فبدأ يطعنهم عن أَيْمانهم وشمائلهم، حتّى أصاب منهم 13 مصلّياً، ثمّ أتى عبدالله بن عوف بردائه وألقاه على فيروز من وراءه، فتمكّن من طرحه أرضاً، ثم طعن فيروز نفسه منتحراً بخنجره عندما أدرك أنّه مقتول لا محالة.
ما بعد حادثة الاغتيال
أخذ عمر بن الخطاب يد عبد الرّحمن بن عوف، وقدّمه للصلاة في الناس، ثم صلّى بهم، وبعدئذٍ حُمِل عمر رضي الله عنه إلى بيته، حيث كانت دماؤه الشريفة تسيل، فأغشي عليه، وعندما استيقظ عمر صباحاً سأل: (أصلّى الناس؟) فكان الرد بالإيجاب، ثمّ قال: (لا إسلام لمن ترك الصلاة)، ثمّ توضأ وصلّى وهو ينزف، فقد كانت الطّعنة التي أصابت الخليفة عمر بن الخطاب تحت سرَّته قاتلةً‘ حتى أنّه لم يستطع الوقوف بسببها وسقط مرة ثانية، وعندما علم عمر بأنّ أبا لؤلؤة المجوسيّ مشركاً، حمد الله بأنّ قاتله لم يحاجّه عند الله بسجدة سجدها له، وبعد مرور ثلاث ليال على هذه الحادثة توفي عمر بن الخطاب، ثمّ دُفن يوم الأحد بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة المسلمين الأول أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وذلك بعد استئذان أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بذلك.