اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    كيف أستغل شهر رمضان؟

    0
    23 Nov 2024
    23 Nov 2024
    0
    0

    شهر رمضان ، كيفية استغلال شهر رمضان ، تجيهات رمضانية ،ليلة القدر

    0


    رمضان

    يعتبر شهر رمضان ألمبارك من المواسم الإيمانية المليئة بالخير والبركة، وهو شهرٌ فضيلٌ أُنزل فيه القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وجُعل الصيام فيه فريضة؛ لمغفرة الذنوب والمعاصي، وهو شهرٌ يحنُّ القلب إليه وتتوق النّفوس له، ففيه الرحمة، والخير، والجود، والكرم، وقد كان من عادة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُبَشّر أصحابه -رضي اللع عنهم- بدخول شهر رمضان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاكم شهرُ رمضان، شهرٌ مباركٌ، فرض اللهُ عليكم صيامه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّة، وتُغلق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردةُ الشياطين، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِم خيرها فقد حُرِم(.

    ويختلف المسلمون في استقبال شهر رمضان المبارك، فمنهم من لايهتم لقربه أو حتى دخوله؛ لانشغاله في الدنيا، ومنهم من يبغض قدومه، ويرى فيه مُقيِّداً لشهواته، ومما لا شك فيه أنَّ هذا الصنف من الناس بعيدٌ كل البعد عن التوفيق والفلاح، بخلاف من يفرح لقدومه، ويستعد للتعرّض لنفحات الله تبارك وتعالى، ويكون استقبال رمضان بالإكثار من التّوجه إلى الله بطلب التوفيق للأعمال الصالحة في هذا الشهر المبارك، مع تصحيح النّية وتوجيهها لله تعالى، وعلى المسلم أن يتعلَّم أحكام الصيام بشكلٍ مجملٍ؛ حتى لا يقع بما قد يُفسد صيامه، وأن يحرص على أن لا يكون بينه وبين أحدٍ من الناس شحناء، فيدخل رمضان بقلبٍ سليمٍ، ويبتعد عن الملهيات والمحرمات، ويتفرغ للعبادة.


    كيفية استغلال رمضان

    أكرم الله -تعالى- أُمّة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بمواسم الطّاعات التي تتضاعف فيها الأُجور، فلا يكاد ينتهي موسم إلا ويتبعه آخر، فيبقى المؤمن في طاعةٍ دائمةٍ لله عز وجل، والفائز من يستغل فرص العبادة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (افعلوا الخير دهركم، وتعرَّضُوا لنفحات رحمة الله، فإنَّ لله نفحاتٍ من رحمته، يُصِيبُ بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أنْ يستر عَورَاتكُم، وأن يُؤَمِّن روعاتكُم)، والعاقل من اغتنم رمضان بالطاعة، والتقرب من الله تعالى، فلا يعلم المسلم ما قد يعرض له من المشاغل، يقول ابن القيم رحمه الله: "والله سبحانه يعاقب من فتح له باباً من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعد من إرادته عقوبة له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك" ويكون الاستغلال الأمثل لشهر رمضان بعدّة أًمورٍ منها:


    التوبة من جميع الخطايا والآثام، واستذكار من مات ولم يبلغ رمضان؛ لاستشعار قُرب الموت وعِظم الفرصة.

    الفرح بقدومه، والتهيؤ له بالأعمال الصالحة، والإحسان إلى النّاس.

    التخطيط المسبق له، وتحديد كيفية قضاء ساعاته وأيامه بالنّوافل، وقراءة القرآن، والقيام.

    المساهمة في تفطير الفقراء والمساكين، فمن فطَّر صائماً كان له مثل أجره دون أن يُنقص من أجر الصائم شيء، وقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلم- من أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان.

    الجلوس في المصلى إلى حين الشروق وارتفاع الشمس قيد رمح، لقول النّبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر في جماعةٍ، ثم قعد يذكرُ الله حتى تطلُع الشمسُ، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمرةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).

    الحرص على صلاة التراويح، والانصراف مع الإمام، فمن قام مع الإمام وانصرف معه كُتب له قيام ليلة.

    الإكثار من الدعاء، فقد بشرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أُمته بأنَّ للصائم دعوة لا تُرد.

    صلة الأرحام.

    حفظ الجوارح عن المحرمات، فالإنسان محاسب على جميع أقواله وأفعاله.



    أفكار وتوجيهات رمضانية

    يُعد شهر رمضان من المواسم الإيمانية التي يجتهد فيها كل من وفّقه الله -تعالى- للعبادة والتوبة التي من شأنها أن تُثبت صدق القصد والعزيمة في الإقبال على الله تعالى، وعلى من أدرك رمضان أن يُبادر إلى أعمال الخير، وأن يكون من السبَّاقين إلى أداء الصلوات في أوقاتها دون تقصير، مع تقديم النّصيحة لكل من ابتعد عن ركب الصّالحين للّحاق بهم، وأن يعاهد المؤمن نفسه على الاستمرار في الطاعة بعد رمضان، وأن لا يكون إقباله على العبادة يُشكّل اندفاعاً يتلاشى مع مرور الأيام الأولى من رمضان.


    ليلة القدر

    شهر رمضان هو شهر العتق من النّيران، ومضاعفة الحسنات، وإجابة الدعوات، وزيادة الدرجات، ولمّا كانت أعمار هذه الأمة قليلة عوَّضهم الله -تعالى- عنها بأوقاتٍ عظيمةٍ؛ ومنها ليلة القدر، فالعبادة فيها خيرٌ من ألف شهر، وتقدَّر هذه المدّة بثلاثٍ وثمانين سنةً وبضعة أشهر، وتعود تسمية ليلة القدر بهذا الاسم إلى عدّة أسباب؛ منها أنَّها سميت بهذا الاسم لعظم قدرها عند الله تعالى، ومنها أنَّ الله -تعالى- يكتب فيها أقدار الخلائق، ومنها أنَّ الملائكة التي تنزل فيها ذات قدرٍ عظيمٍ، ومن العلماء من ذهب إلى أنَّ هذه التسمية تعود إلى ما نزل فيها من كتابٍ ذو قدرٍ، على نبي ذو قدرٍ عظيمٍ، بواسطة وحي ذي قدرٍ.



    وقيام ليلة القدر والتعبد والدعاء فيها من السنّة الصحيحة، وقد دلَّت السنة على أنَّ ليلة القدر متنقلة في العشر الأواخر وليست ثابتة، وقد أشار النّبي -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه أن يلتمسوها في أوتار العشر الأواخر، كما عُرف عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه كان إذا دخلت العشر الأواخر اجتهد جهداً يزيد على العشرين الأوائل، كما كان غالب أيامه مُعتكفاً، وقد سألت السيدة عائشة -رضي الله عنها- النّبي صلى الله عليه وسلم- بقولها: يا رسول الله إن وافقْت ليلة القدر فما أقول؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (قولي: اللهُمَّ إنك عفُوٌّ تُحِبُّ العفو، فاعفُ عني).



    23 Nov 2024