اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    كيف أحفظ جزء من القران؟

    0
    23 Nov 2024
    23 Nov 2024
    0
    0

     حفظ القرآن الكريم

    طريقة حفظ جزء من القرآن الكريم

    فضل حفظ القرآن الكريم

    المراجع

    '

    0

    حفظ القرآن الكريم


    يعدّ الانشغال بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتدبراً من أهم وأعظم العلوم الشرعية التي يبتدئ بها المسلم علومه، ولقد كان هذا منهج علماء الأمة وسلفها الصالح؛ فكانوا يُقبلون على كتاب الله -تعالى- فيحفظونه وهم في مقتبل أعمارهم، لما يعلمون من أحقيته بالسّبق والتقديم على غيره، ثمّ ينتقلون بعد ذلك لتعلّم العلوم الشرعية الأخرى، يقول الإمام النّووي رحمه الله: (وأول ما يُبتدئ به حفظ القرآن العزيز فهو أهم العلوم، وكان السلف لا يُعلِّمون الحديث والفقه إلّا لمن حفظ القرآن)، ومن كرم الله -تعالى- أنّه يسّر لعباده أسباب حفظه؛ فالقرآن الكريم ألفاظه سهلةٌ، وأسلوبه سلسٌ، قال سبحانه: (ولقد يسَّرنا القرآن للذِّكر فهل من مّدَّكر)،[١] لذا فكلّ من أقبل على حفظه يُيسّر الله له مطلوبه، ويحقّق له مقصده، ويتساءل الكثيرون عن سبل حفظ القرآن الكريم أو أحد أجزاءه؛ فكيف يحفظ المسلم جزءاً من القرآن الكريم؟


    طريقة حفظ جزء من القرآن الكريم


    على المسلم وهو يعدّ نفسه لحفظ ما تيّسر من القرآن الكريم أن يستحضر صدق النية لله تعالى، وأن يطلب من ذلك مرضاة الله سبحانه، لا ليصيب شيئاً من متاع الدنيا الزائل، وفي ذلك امتثال لقول الله عزّ وجلّ: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)،[٣] ومن الأسباب المُعينة على الحفظ ما يأتي:



    الإلحاح بالدعاء؛ فالله -سبحانه- هو القادر على إعانة من طلب العون في سبيل حفظ جزءٍ أو أجزاءٍ من القرآن الكريم؛ فهو -سبحانه- الذي طمأن قلب الحبيب محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك عندما قال له: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى)،ويستحسن للمسلم أنْ يتحرّى من الأوقات أقربها وأرجاها للإجابة، مثل: الدعاء في جوف الليل، وعقب الصلوات.

    تطهير النفس من المعاصي والآثام والإقبال على الله -سبحانه- بالاستغفار ممّا علِق بالنفس من شوائب من الأسباب التي تُعين المسلم على استثمار وقته في حفظ القرآن الكريم.

    على المريد حفظ شيءٍ من كتاب الله -تعالى- مجاهدة النفس بالعزيمة القوية خاصةً في أوّل الأمر؛ فكلما زادت العزيمة وقويت الإرادة كان الأمر أكثر سهولة وتيسيراً.

    حفظ القرآن الكريم يحتاج إلى تفريغ الأوقات؛ فالله -سبحانه- هو القائل: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)،وإنّ كثرة الانشغال في ملاهي الدنيا يفوّت على المسلم الكثير من الخيرات.

    ضرورة المحافظة على الورد اليومي للحفظ والورد اليومي للقراءة كذلك، فقد جاء عن السلف الصالح أنّهم كانوا يستقرءون حفظهم من القرآن بقدر خمس آياتٍ وعشر آياتٍ، والمقصود أنّ الراغب بالحفظ عليه أنْ يداوم على قدرٍ لا ينتقص منه ولا يتجاوزه إلى غيره، وهذا القدر من الآيات يحدّده أحوال كلّ مقبلٍ على الحفظ؛ فهو مختلفٌ باختلاف الأشخاص وقدراتهم والأحوال وطبيعتها، والأصل في مسألة الحفظ ألّا يحمّل المسلم نفسه فوق قدرتها وطاقتها.

    يعدّ استذكار الحفظ أولاً بأول وتعاهده باستمرارٍ من أهمّ أسباب تثبيت حفظ الآيات من القرآن الكريم، وفي هذا المعنى يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (تعاهَدوا هذا القرآنَ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه لهو أشَدُّ تفَلُّتاً من الإبِل في عُقُلِها).

    ينبغي العلم أنّ ساعات البكور ساعاتٌ مباركةٌ، وهو وقتٌ تكون فيه النفس بأصفى حالاتها؛ فهي لم تنشغل بعد بأمور الدنيا؛ لذا فإنّ أفضل أوقات الحفظ ما كان عقب صلاة الفجر

    إنّ مصاحبة أهل القرآن وأحبابه تُعين المسلم الراغب بالحفظ على مجالسات أهل القرآن من الحفّاظ والمتقنين للتلاوة، فعرض حفظه عليهم ويستفيد من تجربتهم ويستمع لنصيحتهم، وتعلو همّته بهم.

    لا شكّ أنّ الصلاة بما يحفظه المسلم من آياتٍ سبيلٌ راشدٌ لتثبيت حفظه، خاصةً في صلاة الليل والقيام، والاستفادة من أوقات الفراغ أو الركوب والانتقال وما يتاح له من وقتٍ في سائر يومه وأحواله، ويجدر بالحافظ أنْ يجهر بقراءته ويُسمع نفسه؛ فإنّ ذلك أدعى لنشاطه وأيقظ لقلبه أثبت في استجماع حفظه.

    يوصى المقبل على الحفظ بتدوين وكتابة ما يحفظه تباعاً، كما إنّ تعلّم تفسير الآيات التي يريد حفظها تسهّل عليه الحفظ، خاصةً عندما يعلم أسباب نزولها ومعاني مفرداتها ودلالات السياق فيها.


    فضل حفظ القرآن الكريم


    لم يكن عبثاً أنّ علماء السلف الصالح كانوا يشترطون لقبول تعليم الصبيان علوم الشريعة المختلفة مثل: الحديث، والفقه إلّا بعد إتمامهم حفظ القرآن الكريم، وكان هذا يُنبئ عن إدراكهم لما لحفظه من فضلٍ كبيرٍ وأجرٍ عظيمٍ، ويمكن القول إنّ لحُفّاظ القرآن الكريم فضائل وكراماتٍ عديدةٍ، منها ما يأتي:


    أظهر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ميزةً لصحابته -رضي الله عنهم- الحفظة عن غيرهم، فقد جاء في الحديث الصحيح أنّه قال: (إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقواماً ويضعُ به آخرِينَ)،وقد طبّق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هذا الترفيع وعلو المكانة في مواقفٍ مختلفةٍ، حيث كان يجعل أمير القوم في السفر أكثرهم حفظاً لكتاب الله تعالى، كما جاء أنّه عَقَد راية الجهاد لأكثرهم حِفظاً، وممّا يؤكّد الأفضلية لحفّاظ القرآن أنْ جعل الأكثر حفظاً مُقدَّماً على غيره في إمامة المسلمين بالصلاة، وفي هذا يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (يَؤُمُّ القومَ أقرَؤُهُم لكتابِ اللهِ)، وقد قدّم الأكثر حفظاً للقرآن الكريم في القبر، وقد وقع هذا في غزوة أحد، حيث كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يجمع بين الرجلين من شهداء أُحد في ثوبٍ واحدٍ، ثمّ يقول: (أيُّهم أَكثرُ أَخذاً لِلقُرآنِ؟ فإذا أُشيرَ له إلى أَحدٍ قَدَّمه في اللَّحْدِ).

    حافظ القرآن الكريم صاحب شأنٍ خاصٍّ ومكانةٍ عليّةٍ عند دخول الجنّة؛ فيُكرمه الله -تعالى- بالتّرقي في درجاتها؛ ففي الحديث عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأ وارتَقِ، ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا؛ فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها).

    ومن الأمثلة على رفعة شأن حفاظ القرآن الكريم فيما أثِر عن سلف الأمة أنّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- كان يُقدّم حُفّاظ القرآن الكريم في مجلس الشورى؛ اعترافاً بفضلهم وتأسيّاً بنهج النبي -عليه السلام- في ذلك.


    23 Nov 2024