خلق آدم عليه السلام

خُلق آدم عليه السلام، ومن ثمّ خلق حواء من ضلع آدم لتَسكن إليه، وعندما سأل الملائكةُ آدم عن اسمها قال بأنّها حوّاء، لأنّها خُلقت من ضلعٍ حيّ، وقيل أنّهما أنجبا أولادهما في الأرض، وقيل أنّهما أنجبا قابيل وأخته في الجنة وقد كانت حواء تلد في كلّ بطنٍ ذكر وأنثى، وكان لا يحلّ للذكر أن يتزوج بأخته التي وُلدت معه من بطنٍ واحدة، إنّما يحلّ له الزواج بأخته التي وُلدت من بطنٍ آخر وهكذا.

قاتل ربع العالم

يعتقد الكثير من النّاس أنّ قابيل هو قاتل ربع العالم، وذلك ظنّاً منهم أنّ عدد سكّان الأرض في حينها كان أربعة، والحقيقة أنّ لا مصادر تاريخيّة تؤكّد عدد سكّان العالم في ذلك الحين؛ فليس معروفاً أكانوا أربعة أشخاص، أم ستّة، أم غير ذلك؛ فيوجد آراء تقول أنّ حواء ولدت أربعين ولداً في عشرين بطناً، وقيل مئة وعشرين بطناً في كلّ بطن ذكر وأنثى، وأولها قابيل وأخته قليما، وكلّها مجرّد أقوال دون أدلة.

قتل قابيل لهابيل

أنجب آدم عليه السلام هابيل وقابيل، وقد أراد هابيل الزواج بأخت قابيل من ذات البطن،لكنّ قابيل رفض زواجه منها؛ فقد أراد أن يستأثر بها لنفسه؛ فطلب آدم عليه السلام من قابيل القبول، إلّا أنّه رفض ذلك؛ فأمرهما أن يقدّما قرباناً. ذهب آدم إلى مكّة للحج، ثمّ قام قابيل وهابيل بتقديم القرابين، أمّا هابيل فقد قدّم جذعاً سمينة، وقدّم قابيل زرعاً رديئاً، فنزلت النار وأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل أي أنّ الله تقبّل قربان هابيل ولم يتقبّل قربان قابيل؛ فغضب قابيل وتوعّد أخاه بأنّه سيقتله حتّى لا يتزوّج أخته، وقد ألقى اللوم على آدم بأن دعا لأخيه ولم يدعُ له، وفي يومٍ من الأيام تأخّر هابيل في الرعيّ، فأرسل آدم قابيل لينظر ما أخّره؛ فلمّا رآه قال له: تُقبّل منك ولم يُتقبّل منّي، فقال له هابيل إنّ الله يتقبّل من المتقّين؛ ممّا دفع قابيل لقتله.

دفن قابيل لهابيل

بعد قتل قابيل لهابيل، رأى على بُعد خطوات غراباً ميتاً، وقد اقترب منه غراب آخر وبدأ يحفر الأرض بمنقاره وقدميه، وعندما صنع حفرة صغيرة أدخل الغراب الميّت فيها، ورمى عليه التراب؛ فعلم قابيل أنّ عليه دفن أخيه مثلما فعل الغراب؛ فحفر قبراً وأدخله فيه ورمى عليه التراب.