القرآن شفاء لكل الأمراض الجسدية والروحية فهناك الكثير من الآيات التي جاءت تتحدث عن أثر القرآن على القلب ومنها: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وفي آيات أخرى: " وشفاء لما في الصدور"، كما تحدث ابن القيم عن هذه الآية، وأنَّ المقصود بها الأمراض البدنية والروحية التي تصيب القلب، وقد وجد العلماء أثر هذه الآيات على القلب، وتبين أنّ أكثر الأمراض التي تصيب القلب أسبابها بالدرجة الأولى نفسية، وهذه رسالة القرآن الأولى وهي علاج القلوب بما فيها من أدران ومعتقدات غير صالحة تكون سبباً في فساد القلب وهذا ما جاءت به الأحاديث: "ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ. ألا وهِيَ القَلبُ "، وفي آية ثالثة يقول المولى: "ويشف صدور قوم مؤمنين"، ثم جاءت هذه الآية لتخص المؤمنين الذين يسكن ويعمر القرآن قلوبهم، فهي أكثر تأثيراً فيهم، فكلما زادت درجة اليقين بكلام الله كلّما كان تأثيره أكبر، ومن السور القوية التي لها تأثير قوي على القلب هي سورة "غافر"، وكذلك سورة الفاتحة وذلك أن تضع يدك اليمنى على صدرك وذلك قبل النوم ثمّ تقرأ الفاتحة سبعاً.
هو ما أشار إليه ابن القيم في كتابه صيد الخاطر في حديثه عن القرآن، فالقلب وإن كان عضواً حسياً فله جانب معنوي كبير حيث إنّه مركز الإيمان، وأنّ الخلل والمرض الذي يصيب الإنسان في عقيدته يكون في قلبه حيث قال تعالى :" فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "؛ ولأنَّ القلب له هذه الأهمية البالغة كان لا بدّ أن يكون للقرآن ذلك التأثيرالكبير عليه، حيث إنّ الإنسان بفطرته والقلب بصفائه يتوق لآيات القرآن، وأنه بمجرد سماعها أو قراءتها فإنّه ينتشي ويطمئن فيكون له كالماء الذي ينزل على الأرض الميتة فيحييها فتربو من جديد ليظل القرآن هو المعجزة الخالدة والنور التام.