زوجات الرسول ، أسماء زوجات الرسول ، الحكمة من تعدد الزوجات ، علاقة الرسول بزوجاته
المحتويات
1. عدد زوجات الرسول
2. الحكمة من تعدد زوجات الرسول
3. علاقة الرسول بزوجاته
عدد زوجات الرّسول
ورد في سيرة النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه تزوّج بإحدى عشرة زوجة ودخل بهنّ، واختُلف في ريحانة بنت زيد النضريّة فيما إن كانت من زوجاته أو إمائه، وفيما يأتي بيان أسمائهنّ وجانب من سيرتهنّ:
خديجة بن خويلد رضي الله عنها؛ حيث كانت صاحبة مال وشرف في قومها، ولمّا سمعت بصدق النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وأمانته وكَرَم أخلاقه؛ أرسلت إليه تطلب منه أن يتاجر في مالها، فوافق وانطلق مع غلامها ميسرة إلى الشّام لأجل ذلك، وعاد بربحٍ وفيرٍ وأموالٍ طائلةٍ، وتزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهي بنت أربعين سنة، وأنجب منها بناته الأربعة؛ وهنّ: أمّ كلثوم: وفاطمة، وزينب، ورقيّة، كما أنجب منها القاسم وهو الذي كان يكنّى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- به.
سَوْدة بنت زمعة رضي الله عنها؛ فقد تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة خديجة بنت خويلد وقبل العقد على عائشة رضي الله عنها، وممّا يُذكر في سيرتها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنّها وهبت يومها معه لعائشة رضي الله عنها، مُؤْثرة بذلك رضى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
عائشة بنت أبي بكر الصّديق رضي الله عنها؛ حيث كانت أحبّ أزواج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، وكانت الوحيدة التي تزوّجها بِكْراً، وقد برّأَها الله -سبحانه وتعالى- من حادثة الإفك التي حدث فيها اتهام المنافقون لعائشة بعِرضها، وكان الوحي ينزل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو في لِحافها دون باقي زوجاته، وتوفّي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهو في بيتها.
حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها؛ تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- سنة ثلاث للهجّرة على إحدى الرّوايات، وطلّقها مرّة فأمره الله -سبحانه وتعالى- أن يُراجعها فقام بذلك، وهي أوّل من احتفظ بالقرآن الكريم في بيته.
زينب بنت خزيمة رضي الله عنها؛ وتلقّب بأمّ المساكين؛ لِما كانت عليه من سخاء ورحمة وعطف على المساكين، وقد تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولم تلبث معه إلّا شهرين أو ثلاثة ثمّ تُوفّيت في حياته.
أمّ سلمة بنت أبي أميّة؛ واسمها هند، كانت هي وزوجها الأوّل من أوائل المهاجرين إلى الحبشة، وهي آخر من مات من زوجات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على إحدى الرّوايات.
زينب بنت جحش رضي الله عنها؛ كانت قبل زواجها من الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- زوجةً لزيد بن حارثة، فلمّا طلّقها أمر الله -سبحانه وتعالى- الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالزّواج منها، ففعل، وكانت أوّل زوجاته لُحوقاً به بعد وفاته.
جويرية بنت الحارث رضي الله عنها؛ وهي من بني المصطلق، وقد سباها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ تزوّجها.
أمّ حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها؛ وهي بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة، وقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة وهما على الإسلام، ثمّ تنصّر زوجها وبقيت هي على دينها، وقد ورد أنّها أكرمت فِراش النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولم تسمح لأبيها بالجلوس عليه وهو مشرك خشية أن ينجّسه.
صفيّة بنت حيي رضي الله عنها؛ وقد كانت ممّا أفاء الله -تعالى- على رسوله يوم خيبر، فأعتقها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وجعل عِتْقها مهرها.
ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها؛ وهي آخر من تزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد عُرفت بالتّقوى والحِرْص على التقرّب من الله تعالى، وهي التي وهبت نفسها للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
الحِكمة من تعدّد زوجات الرّسول
خصّ الله -سبحانه وتعالى- النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بجواز أن يجمع على ذمّته أكثر من أربع زوجات، وفي ذلك حِكَم عديدة منها:[٥]
تبليغ الدّين وتعليم المسلمين؛ فالزّوجة عادة أقرب النّاس إلى زوجها، ممّا يمكّنها من سؤاله عن كلّ أمر ممّا لا يجرؤ غيرها عن السؤال فيه، كما أنّ الزّوج كذلك يبوح لزوجته عن كلّ أمر في غالب الأحيان، لذلك فقد ساهم تعدّد زوجات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بنقل الكثير من أحواله الخاصّة والعامّة للمسلمين؛ ليتعلّموا منهنّ دينهم وسنّة رسولهم.
تأليف القلوب؛ ومن ذلك أنّ الرّسول -عليه السّلام- تزوّج نساء من بطون قريش، ممّا ساهم في قُربه منهم وتوثيق صِلته بهم، وتأليف قلوبهم حوله.
الحِكمة السياسيّة؛ ببناء علاقات جيّدة مع القبائل التي تزوّج من نسائها.
إظهار أخلاق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ فكثرة أزواجه وتنوّع صفاتهنّ واختلاف بيئاتهنّ وأعمارهنّ وتجاربهنّ الزوجيّة السّابقة؛ أظهرت كمال خُلُقه، إذ استطاع أن يحتوي كلّ هذه المفارقات بينهنّ، ويقيم علاقاته الزوجيّة على أساس العدل والإحسان والخلق الحَسَن.
علاقة الرّسول بزوجاته
ورد في سيرة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع زوجاته أنّه كان على خُلُقٍ عظيمٍ، فكان يقدّر المرأة ويُلاطفها ويعينها عند حاجتها ويستشيرها في ما ألمّ به من أمور، وقد سُئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خُلق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في بيته، فقالت: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يخصف نعلَه، ويخيطُ ثوبَه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدُكم في بيته).
ومن مُلاطفة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لزوجاته؛ أنّه كان يأكل ويشرب معهم من إناءٍ واحدٍ، كما قالت عائشة رضي الله عنها: (كنتُ أشربُ وأنا حائضٌ، ثم أُنَاوِلُه النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيَضَعُ فاه على موضِعِ فيَّ، فيشرب، وأَتَعَرَّقُ العَرَقَ وأنا حائضٌ، ثم أُنَاوِلُه النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيَضَعُ فاه على مَوضِعِ فيَّ)، وكان يتنزّه مع نسائه ويحادثهنّ ويضحك لمزاحهنّ، ومن ملاطفته لهنّ أيضاً أنّه كان يمتحدهنّ، فقد قال في عائشة رضي الله عنها: (فضلَ عائشةَ على النساءِ كفضلِ الثريدِ على سائرِ الطعامِ)، كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يضرب امرأةً قطّ، بل كان يواسي زوجاته إن بَكَيْن، وكان يَعْدل بين نسائه ويتفقّد أحوالهنّ سائر الوقت.