ألم الدورة الشهريةسُمّيت الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menstrual Cycle) بهذا الاسم لحدوثها بشكلٍ شهريّ، وفي الحقيقة يُعزى حدوثها لذرف بطانة الرحم وخروجها عبر عنق الرحم إلى خارج الجسم عن طريق المهبل، ويُصاحب الدورةَ الشهريةَ ظهورُ مجموعةٍ من الأعراض والعلامات التي تتمثل غالباً بمعاناة المرأة من الآلام، وإنّ آلام الدورة الشهرية تُقسم إلى نوعين رئيسيين، أمّا النوع الأول فيُعرف بعسر الطمث الأوليّ (بالإنجليزية: Primary dysmenorrhea) وأمّا النوع الثاني فيُعرف بعسر الطمث الثانويّ (بالإنجليزية: Secondary dysmenorrhea)، ويمكن تعريف عسر الطمث الأوليّ على أنّه آلام الدورة الشهرية التي تحدث قبل نزول دم الحيض أو أثناءه، أمّا عسر الطمث الثانويّ فيتمثل بشعور المرأة بآلام الدورة الشهرية في أوقات متأخرة من عمرها، وغالباً ما يُعزى حدوث هذا النوع إلى المعاناة من مشاكل صحيّة على مستوى الرحم أو الجهاز التناسليّ الأنثويّ عموماً. ومن الجدير بالذكر أنّ آلام الدورة الشهرية المُحتملة تعتبر أمراً طبيعياً، ولكن تُعتبر آلام الدورة الشهرية الشديدة التي تتسبب بغياب الفتاة عن المدرسة أو الوظيفة غير عادية وتستوجب مراجعة الطبيب المختص
تخفيف ألم الدورة الشهرية
الخيارات المنزلية
تُنصح النساء عند نزول دم الدورة الشهرية بأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم، وإضافةً إلى ذلك هناك مجموعةٌ من النصائح التي يمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:
ممارسة التمارين الرياضية؛ فقد تبيّن أنّ ألم الدورة الشهرية لدى بعض النساء يخفّ بممارسة التمارين الرياضيّة.
تطبيق الحرارة؛ ويُقصد بذلك استعمال قربة ماء ساخنة، أو ما شابه على البطن للتخفيف من آلام الدورة الشهريّة.
تناول بعض المكمّلات الغذائية؛ فهناك بعض المختصّين الذين بيّنوا أنّ تناول بعض أنواع المكمّلات الغذائيّة قد يساعد على السيطرة على آلام الدورة الشهرية، ومنها الحمض الدهنيّ أوميغا-3 (بالإنجليزية: Omega−3 fatty acids)، وفيتامين هـ، وبعض الفيتامينات التابعة لمجموعة فيتامين ب مثل فيتامين ب1 وفيتامين ب6، وقد تبيّن كذلك أنّ مكملات المغنيسيوم قد تُبدي نفعاً في مثل هذه الحالات.
السيطرة على التوتر والقلق؛ فقد وُجد أنّ هذه العوامل النفسيّة تتسبّب بزيادة شدّة وخطورة الآلام المرافقة للدورة الشهرية.
استعمال الزيوت العطريّة للتدليك؛ ويُنصح بالقيام بذلك لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، ومن الجدير بالذكر أنّ تأثير هذه الزيوت فوريّ، فضلاً عن استمرارية تأثيرها الإيجابيّ لفترة من الزمن، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة تخفيف الزيوت الأساسية باستعمال الزيوت الناقلة، ومن الأمثلة على الزيوت الناقلة: زيت بذور العنب، وزيت اللوز الحلو، وقد بيّن البعض أنّ التركيز المناسب هو استعمال قطرة واحدة من الزيت الأساسيّ وملعقة صغيرة من الزيت الناقل.
الحدّ من تناول الأطعمة المُسبّبة لانتفاخ البطن واحتباس الماء في الجسم، فقد وُجد أنّ تناول هذه الأطعمة يزيد شدة هذه الأعراض، ومن هذه الأطعمة: الأطعمة الدهنية، والمالحة، وكذلك هناك بعض المشروبات التي تتسبّب بالمشكلة ذاتها، ومنها المشروبات الغازية، والكحول، والمشروبات المحتوية على الكافيين.
تناول بعض الأعشاب، ومنها ما يأتي:
شاي البابونج: فقد تبيّن أنّه شرب شاي البابونج يساعد على التخفيف من المغص المصاحب للدورة الشهرية، بالإضافة إلى مساعدته على إرخاء الأعصاب.
بذور الشومر: يُنصح بتناول ما يُقارب 30 غراماً من بذور الشومر أربع مرات يومياً لثلاثة أيام للسيطرة على آلام الدورة الشهرية.
القرفة: فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ القرفة تساعد على تخفيف الشعور بالغثيان، والتقيؤ، فضلاً عن دورها في تقليل كمية الدم أثناء الحيض، وتخفيف الشعور بالألم.
الزنجبيل: وجدت إحدى الراسات أنّ الزنجبيل يساعد بشكلٍ قويّ على تخفيف ألم الدورة الشهرية، ووضّحت أنّ تأثير الزنجبيل يُماثل تأثير دواء آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
الخيارات الطبية
يلجأ الأطباء في حالات معاناة المرأة من آلام الدورة الشهرية إلى مجموعة من الخيارات الطبيّة، يتمّ اختيار العلاج المناسب بحسب ما يراه الطبيب ملائماً، ويمكن إجمال أهمّ هذه الخيارات الطبية فيما يأتي:
مُسكّنات الألم: يُنصح بتناول مُسكّنات الألم قبل نزول دم الحيض بيوم، أو عند بدء المعاناة من أعراض الدورة الشهرية، وذلك بهدف الحصول على أفضل النتائج، ويُنصح بالاستمرار على هذه الأدوية مدّة يومين أو ثلاثة أو الاستمرار عليها إلى حين اختفاء الأعراض بشكلٍ تامّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأدوية المُستخدمة في السيطرة على آلام الدورة الشهرية قد يُباع بعضها دون وصة طبية، ومنها ما لا يُباع إلا بوصفة طبية، ومن الأمثلة على تلك التي لا تحتاج لوصفة: الآيبوبروفين، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
هرمونات منع الحمل: (بالإنجليزية: Hormonal birth control)، وتحتوي هذه الأدوية على هرمونات تمنع حدوث الإباضة وتُقلل من شدة آلام الدورة الشهرية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تُباع محضّرة بأشكال صيدلانية مختلفة، منها ما هو على شكل حبوب، أو حقن، أو لولب رحمي، وغير ذلك.
الجراحة: يلجأ الطبيب المختص إلى الخيارات الجراحية في الحالات التي يكون فيها سبب المعاناة من آلام الدورة الشهرية هو الإصابة بمشكلة صحيّة تتطلّب الجراحة للسيطرة عليها، مثل حالات الانتباذ البطانيّ الرحميّ وحالات المعاناة من ألياف الرحم، ويجدر بالذكر أنّه في حال فشل الجراحة الاعتيادية في السيطرة على هذه المشاكل الصحيّة، فإنّ الطبيب قد يلجأ لخيار استئصال الرحم في حال عدم رغبة المرأة بالإنجاب مستقبلاً.