احمد حسنين باشا
احمد محمد مخلوف حسنين باشا البولاقي (1889 - 9 فبراير 1946). والدة عالم الأزهر محمد حسنين وجدة احمد حسنين الذي حمل لقب امير االتجار كان والدة أحد المقربين من الخديوي عباس ثم السلطان حسين كامل وعند تولى الملك فؤاد الحكم تمكن والدة من الحصول على توصيه من رجال البلاط لابنه الوحيد احمد من اللورد ميلر لإلحاقه بإحدى الجامعات البريطانيه حيث تخرج من اكسفورد وبعد ذلك شغل عدة وظائف ففى عام 1920 عمل كمساعد مفتش بوزارة الداخليه ثم منتدباً لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود ألغربية عام 1924 ثم اميناً للملك فؤاد عام 1924 كما تم انتدابه لملازمة ولى العهد فاروق في رحلته الدراسية بلندن في أكتوبر 1935 وقد ساعد ذلك في توليه منصب رئيس ألديوان ألملكي في عهد الملك فاروق عام 1940. .
زواجه
تزوج من لطيفة هانم سري ابنة شويكار خانم أفندي مطلقة الملك فؤاد وأنجب منها ولدين هما هشام والذي أصبح ضابط بالجيش والثاني طارق الذي عمل بالتجارة وأنجب بنتين هما جيدة ونازلي. كما تزوج من الملكة نازلي أم الملك فاروق وكان الزواج سرياً مع موافقة الملك فاروق.
حياته وهواياته
قام احمد حسنين بعدة رحلات لاستكشاف الصحراء الغربية بمصر وليبيا الأولى عام 1920 برفقة روزيتا نوريس وهي سيدة إنجليزية وتمكن من اكتشاف واحتي العوينات وأركنو - كان لم يتم اكتشافهم من قبل - وتم منحه الميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية العالمية للاكتشافات ومنحته الجمعية البريطانية لقب رحالة عظيم. كما كان أحمد حسنين باشا رياضياً وبطلاً في لعبة السيف (الشيش) حيث رأس الفريق المصري في الألعاب الأوليمبية ببروكسل عام 1920 كما تولى رئاسة النادي الاهلي المصري ونادي السلاح الملكي.
الوفاة
- في 9 فبراير 1946 لقي مصرعه نتيجة سيارة مسرعة صدمته فوق كوبري قصر النيل. حامت الشكوك في مقتله بين الملك فاروق نفسه أو السير مايلز لامبسون السفير البريطاني بالقاهرة لأن أحمد حسنين باشا قد تسبب في نقله من مصر بعد أن حاصر السير مايلز لامبسون الملك فاروق في حادثة 4 فبراير 1942 الشهيرة.
- وأثيرت شكوكٌ حول ما إذا كان حادث التصادم بين سيارته وشاحنة تابعة للقوات البريطانية مدبراً لنعد إلى تلك الأيام لنستقريء أحداثها المثيرة
- في مطلع فبراير شباط عام 1946 كانت الوزارة البريطانية يومئٍذ من حزب العمال بزعامة كليمنت أتلي، وكان وزير الخارجية إرنست بيفن وعرف حسنين كيف يوجه صديقه عبد الفتاح عمرو سفير مصر في لندن إلى استغلال صداقته مع بيفن. وكان أن استدعت وزارة الخارجية البريطانية مايلز لامبسون من مصر، وهو ما أسعد الملك فاروق الذي كان يضمر عداء شديداً لهذا الرجل الذي أهانه بشدة وانتقص من سلطاته كملك في أزمة فبراير شباط 1942.
- وهكذا برَّ حسنين بوعده او بقسمه وثأر لنفسه وللملك من مايلز لامبسون
- غير أن حسنين لقي مصرعه بعذ ذلك بأسبوعين اثنين. وبدا موته مفاجأة مثيرة كما كانت حياته سلسلة من المفاجآت التي تحبس الأنفاس وكان أمضى سهرة يوم الأحد 17 فبراير 1946 في مسكن مع بعض الأصدقاء ومنهم أم كلثوم، التي غنت لهم "سلوا قلبي" كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، وتلحين رياض السنباطي. وحمل حسنين مقعداً صغيراً جلس فيه بين يدي أم كلثوم، وكان ينصت بكل جوارحه إلى تلك الأغنية المكتوبة في مدح الرسول الكريم. وامتدت السهرة حتى مطلع فجر يوم الاثنين.
- وفي يوم الثلاثاء 19 فبراير شباط كان حسنين مدعواً لتناول طعام الغداء عند أسرة صديقه الظاهر حسن المحامي في المطرية.. ولكن تراكم الأعمال أبقاه في مكتبه بقصر عابدين إلى الساعة الثالثة بعد الظهر.. ورأى حسنين أنه تأخر كثيراً عن الموعد فاعتذر هاتفياً لصاحب الدعوة، وقيل إنه اقترح تأجيل الدعوة إلى المساء، لتكون عشاء بدلاً من الغداء، لأنه يشعر ببعض التعب ويريد أخذ قسطٍ من الراحة وهكذا عدَّل حسنين خط سيره في اللحظة الأخيرة، كأنما كان على موعدٍ مع الموت في الطريق المؤدية إلى بيته استقل حسنين سيارته عائداً إلى داره في الدقي، وكانت السماء تمطر. وبينما كانت سيارته تجتاز كوبري قصر النيل في طريقها إلى الدقي، أقبلت سيارة لوري بريطانية من الجهة المضادة.. وانزلقت عجلات السيارة البريطانية بفعل المطر ولفت اللوري نصف لفة على الكوبري -الذي وضع الملك أحمد فؤاد حجر أساسه في 4 فبراير شباط 1931- وصدمت سيارة حسنين من الخلف صدمة شديدة
- وسمع سائق السيارة صوت حسنين باشا الجالس في المقعد الخلفي وهو يقول: "يا ساتر.. يا ساتر يارب".
- وتقهقرت سيارة اللوري إلى الخلف بعد أن ارتبك سائقها، ودار نصف دورة حول سيارة أحمد حسنين، ففوجئ بسيارة قادمة من الاتجاه الآخر، فعاد إلى الخلف مرة أخرى ليصدم سيارة أحمد حسنين مرة ثانية والتفت السائق خلفه فرأى أحمد حسنين وقد انحنى قليلاً في مكانه بالسيارة وبدأ الدم ينزف من أنفه. أوقف السائق السيارة ونزل منها يصيح ويطلب المساعدة. ومرت مصادفة في اللحظة نفسها سيارة وزير الزراعة أحمد عبد الغفار باشا صديق حسنين وزميله أيام الدراسة في أكسفورد. وأسرع أحمد عبد الغفار وحمل صديقه إلى مستشفى الانجلو أمريكان بالجزيرة، قريباً من مكان الحادث ولكن حسنين كان أسلم الروح، فنقلوه إلى داره في الدقي وطار الخبر إلى القصر وأسرع فاروق وكان يرتدي بيجامة وفوقها (روب دي شامبر) وفي قدميه شبشب أسرع بملابسه هذه واستقل إحدى سياراته إلى دار حسنين في الدقي.
- بعد نحو ساعة، كان فاروق واقفاً أمام الجسد المسجى أمامه لحسنين.. رائده وأستاذه ومربيه ثم رئيس ديوانه..ثم قال: "مسكين يا حسنين"، وسأل ذلك عن مفاتيح مكتب حسنين، وتناولها ودخل غرفة المكتب وأغلق وراءه الباب. وكان فاروق يبحث عن أية مذكرات يكون حسنين قد كتبها، وعن عقد زواجه بأمه الملكة نازلي، وأية أوراق مهمة أخرى قد يكون تركها وراءه ويقول كريم ثابت في مذكراته إنه ذهب إلى منزل حسنين فور علمه بالحادث، وجلس مع بعض مساعدي الفقيد الذين هرعوا إلى المنزل أيضاً. ثم دخل عليهم فاروق وكان بادي الانزعاج،ـ فغادر المساعدون تاركين لهما في الغرفة "فعزيته، فقاطعني بقوله: لقد جمعت بنفسي كل أوراقه الخصوصية هنا وفي عابدين قبل أن تمتد إليها يد!" (نهاية الملكية..مذكرات كريم ثابت: عشر سنوات مع فاروق : 1942 -1952، كريم ثابت، دار الشروق، القاهرة، 2000، ص 82)
- وخرجت صحف مصر والصحف العالمية في اليوم التالي تحمل أخبار الحادث الذي راح ضحية له أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي وكان عنوان مانشيت جريدة "الأهرام" هو: "من فجعات القدر: وفاة أحمد حسنين باشا في حادث تصادم" مع عنوان أصغر هو: "مصاب فادح" وأفردت الصحيفة صفحتها الأولى بالكامل لسرد تفاصيل وقوع الحادث، مع الإشارة إلى منح اسم الفقيد الوشاح الأكبر من نيشان محمد علي وقالت بعض الصحف إنها تشك في أن الحادث قضاء وقدر قالوا إن أحمد حسنين قُتل، وإن نهايته لم تكن مجرد مصادفة.. واتهم بعضهم الإنجليز بتدبير الحادث، وذلك تصفية لمواقف سياسية قام بها أحمد حسنين، لم تعجب الإنجليز، خاصة أثناء فترة الحرب العالمية الثانية.. لكن البعض الآخر اتهم الملك فاروق بأنه هو الذي دبر حادث مصرع أحمد حسنين رئيس ديوانه. وقالوا إن الملك فاروق لم ينس أبداً حقده وغضبه علي أحمد حسنين، الذي جعل نازلي تجبر ابنها الملك فاروق على زواجها منه.