قال أبو جعفر : وأولى القولين عندنا بالصواب ، قول من قال : معنى ذلك : " إني حافظ لما استودعتني ، عالم بما أوليتني " ، لأن ذلك عقيب قوله : ( ا) ، ومسألته الملك استكفاءه خزائن الأرض ، فكان إعلامه بأن عنده خبرة في ذلك وكفايته إياه ، أشبه من إعلامه حفظه الحساب ، ومعرفته بالألسن
قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : قال يوسف للملك : اجعلني على خزائن أرضك .
وهي جمع " خزانة " .
الألف واللام دخلتا في الأرض خلفا من الإضافة ، كما قال الشاعر :
والاحلام غير عوازب
وهذا من يوسف صلوات الله عليه ، مسألة منه للملك أن يوليه أمر طعام بلده وخراجها ، والقيام بأسباب بلده ، ففعل ذلك الملك به ، فيما بلغني ، كما : -
19453 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : ( ، قال : كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام قال : فأسلم سلطانه كله إليه ، وجعل القضاء إليه ، أمره وقضاؤه نافذ .
19454 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شيبة الضبي ، في قوله : ، قال : على حفظ الطعام .
وقوله : ( ا اختلف أهل التأويل في تأويله .
فقال بعضهم : معنى ذلك : إني حفيظ لما استودعتني ، عليم بما وليتني .
ذكر من قال ذلك :
19455 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : ( اني حفيظ عليم) ، إني حافظ لما استودعتني ، عالم بما وليتني . قال : قد فعلت .
19456 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( اني حفيظ عليم) ، يقول : حفيظ لما وليت ، عليم بأمره .
19457 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شيبة الضبي في قوله : ( اني حفيظ عليم) يقول : إني حفيظ لما استودعتني ، عليم بسني المجاعة .