سيّدنا آدم -عليه السلام- خلق في الجنّة وليس على الأرض وذلك يبدو واضحاً في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: "لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به وينظر ما هو فلمّا رآه أجوف عرف أنه خلق خلقاً لا يتمالك".
آدم- عليه السلام -هو أبو البشر، خلقه الله سبحانه بيديه وأسكنه الجنة، وخلق له حوّاء حتى تكون سكناً له، أمرهما -الله تعالى- بعدم الاقتراب من شجرة في الجنة لكن وسوس الشيطان لهما ولم يستجيبا لذلك، فأنزلهما الله تعالى الى الأرض حتّى يعبداه مخلصين له الدين. خُلق آدم عليه السلام: حين أخبر- الله تعالى- الملائكة بأنّه سيخلق بشراً فكان ردّ الملائكة: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك "، معنى ذلك أنّ الملائكة توقعت بفطرتها وشفافيتها أنّ هذا الإنسان سيرتكب الأخطاء على عكسها تماماً.
خلق الله تعالى آدم من طين فجمع -سبحانه وتعالى- قبضةً من التراب الأبيض والأسود والأحمر؛ لذلك جاء الأبيض والأسود ثمّ مزج الله تعالى التراب بالماء فأصبح صلصالاً من حمأ مسنون وبعد ذلك تعفّن الطين وانبعثت رائحته فتعجّب إبليس فكيف سيصبح هذا الطين؟ من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم- عليه السلام- وسواه بيده ونفخ فيه من روحه فتحرّك جسده، وفتح عيناه، فحينها أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا جميعاً إلا إبليس رفض ذلك، والواضح هنا أنّ إبليس لم يكن من الملائكة والسبب يعود إلى أنّ الملائكة بفطرتها لا تعصي الله -سبحانه وتعالى- أبداً، والسجود هنا هو سجود تكريم لا سجود عبادة، فكما نعلم أنّ الله سبحانه عندما خلق آدم عليه السلام كرّمه على سائر مخلوقاته.
وبّخ الله تعالى إبليس، فكما جاء في القرآن الكريم :"قال يا إبليس ما منعك ألّا تسجد لما خلقت بيداي استكبرت أم كنت من الظالمين" فردّ بحقد وكره: "خلقتني من نار وخلقته من طين "، ومن هنا بدأ الصراع ما بين آدم وإبليس فقد نشأ منذ خلق أبينا آدم عليه السلام؛ فالشيطان يجري بنا مجرى الدم فيأمرنا بعصيان الله - سبحانه وتعالى- وذلك بعدما تحدّى الله سبحانه وتعالى بأنه سيغوي جميع الآدميين، فهنا المعركة التي نشأت ما بين الآدميين وإبليس لكن بحمد الله أنه قد وضع العقل في الإنسان حتى يُفكّر ويتدبر بعد وسوسة إبليس له.