اشتقت كلمة الفلسفة من الكلمة اليونانية فيلوسوفيا، والتي دخلت إلى اللغة العربية في عهد الترجمة، وتعني حب الحكمة، و طلب المعرفة، والبحث عن الحقيقة
الفلسفة (بالإنجليزيّة: Philosophy) هي كلمة ذات أصل يونانيّ، وهي مُشتَقَّة من مقطعَين؛ الأوّل (Philos)، وتعني باليونانيّة: الحبّ، وتدلُّ على التحرُّك، والإقبال، والثاني (sophia)، وتعني: الحكمة، وتدلُّ على المعرفة بأنواعها جميعها، وبذلك تدلُّ كلمة الفلسفة على محبّة الحكمة، والشخص الفيلسوف هو: الشخص المُحِبُّ للحكمة.
ظهرت الفلسفة لأول مرة في أيونا الواقعة على شاطئ آسيا الصغرى، وكان ذلك في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت أيونا على علاقة قوية بثقافات الشرق، وكان سكانها يبرعون في ركوب البحر، وتُعد أيونا المكان الذي وُلد فيه هوميروس الذي كتب ملحمتي الإلياذة، والأوديسة، وبعد ذلك تطورت الفلسفة في منطقة صقلية قبل أن تشتهر، وتزدهر في أثينا.
قَبل ظهور الفلسفة تميَّزَ التفكير اليونانيّ قبل ظهور الفلسفة بأنّه تفكير أُسطوريّ يعتمد على سرد القصّة الخياليّة، حيث تَمَحورَ هذا التفكير حول الكون، والطبيعة، واعتقادات الإنسان، وتصوُّراته لذاته، كما اشتمل التفكير الأُسطوريّ الفلسفيّ على المغامرات، والمُعاناة، والصراع بين الإنسان، والقُوى، وغيرها. وفي تلك الفترة كانت الأُسطورة، أو ما يُعرَف ب(خطاب الميثوس) هو الفكر السائد عن اليونان، ويتميَّز هذا الفِكر بخُلوِّه من العقلانيّة، والبرهانيّة في شكلها، ومضمونها، ومع مرور الوقت، انتقل التفكير في الحضارة اليونانيّة من التقليد الشفويّ، إلى التجديد في أنواع الخطابات، بالإضافة إلى الفَصل بين فِكر الميثوس (الأُسطوريّ)، وفِكر اللوغوس (العقليّ)، ممّا ساعد على ذلك ظهور الرياضيّات، وظهور العُملة بَدل المُقايَضة، وتطوُّر الجانب التجاريّ، والمِلاحيّ للدولة اليونانيّة؛ ففي القرن 6ق.م، بدأت بوادر الحكمة بالظهور على يد طاليس، ثمّ ظهرت إصلاحات كليستين في القرن الذي تلاه، علماً بأنّ هذه الإصلاحات كان لها دورٌ مُهمّ في ابتكار المُؤسَّسات السياسيّة، أو ما يُعرَف ب(المدينة)، وتنظيم الحياة الاجتماعيّة في الحضارة اليونانيّة.
قسم الغربيون التاريخ الفلسفي إلى تاريخ شرقي وغربي، فالفلسفة الشرقية هي التي انبعثت من دول الشرق الأقصى، وخاصة الهند، واليابان، والصين، وتأخذ فلسفتها الطابع الديني، والروحاني أكثر من العقلاني، أما الفلسفة الغربية فتُقسم إلى فلسفة قديمة أي إغريقية، وفلسفة العصور الوسطى، وفلسفة حديثة.
أما إنتاجات الفلاسفة المسلمين فينظر الغربيون لها على أنها منقولة عن الفلسفة الإغريقية، وليس لها أي إنتاج فعلي، وتواصلت هذه النظرة إلى أن شهد العالم العربي نهضة فلسفية هدفها إعادة بناء النهضة بنقد التراث العربي.