النشأة
ولد سنة 108هـ وقيل: سنة 104هـ ب الحميمة (وهي قرية موجودة بالأردن حاليا ، في أيام حكم الأمويين للشام، ووالده هو الإمام محمد بن علي المعروف بالسجّاد وهو غير الإمام علي بن الحسين، نزل والده الحميمة انقطاعًا عن الدنيا للعبادة، وفيها نزل ضيفًا عليه أبو هاشم بن محمد بن الحنفية بن الإمام علي بن أبي طالب، وكان راجعا من عند الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وتوفي لديه بعد أنْ نقل إليه أسرار الدعوة السرية آل البيت.
قيل عنه
- أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال: يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يقال له السفاح فيكون إعطاؤه المال حثياً"
- قال عبيد الله العيشي قال أبي: سمعت الأشياخ يقولون: والله لقد أفضت الخلافة إلى العباسيون وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً ولا ناسكاً منهم.
- قال الصولي: وكان السفاح أسخى الناس ما وعد عدة فأخرها عن وقتها ولا قام من مجلسه حتى يقضيه وقال له عبد الله بن حسن مرة سمعت بألف ألف درهم وما رأيتها قط فأمر بها فأحضرت وأمر بحملها معه إلى منزله. قال: وكان نقش خاتمه الله ثقة عبد الله وبه يؤمن وقل ما يروى له من الشعر.
الدعوة لآل البيت
- اضطلع محمد بن علي وأبناؤه بالدعوة السرية، ودعموها، وحين توفي محمد بن علي، تولى الدعوة من بعده إبراهيم الإمام بن محمد ، وكان ابن امرأة من حرائر العرب ، وكاد الأمر أن يتم لولا أنْ كشفه مروان بن محمد الخليفة الأموي الأخير فقتل الإمام ، وفر أبو العباس عبد الله السفاح وأخوه أبو جعفر المنصور إلى الكوفة ، وكان إبراهيم الإمام قد أوكل الأمر إلى أبو العباس من بعده مع أنَّه أصغر من أبو جعفر المنصور، إلا أنَّه ابن امرأة حرَّة ، وهي ريطة بن عبيد الله بن أبي المدان الحارثي ، وأبو جعفر ابن أمة بربرية.
- بدأ محمد بن علي بتنظيم أمور الدعوة تنظيماً دقيقاً فلما توفى سنة 125 هـ، صار الأمر لولده إبراهيم الذي سُمي باسم إبراهيم الإمام، وقد عمل إبراهيم على دفع الدعوة قدماً، واستغل أولاده ودعاته أحاديث نُسبت زوراً إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم تشير إلى أن الخلافة ستؤول إليهم. إلا أن أمر تلك الدعوة انكشف، وسيق إبراهيم إلى حران عاصمة آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد حيث قضى هناك، وكان قد أوصى بالزعامة قبل رحيله إلى أخيه أبو العباس عبد الله السفاح وطلب من جميع أفراد أسرته وأتباعه السمع والطاعة أبو العباس كما أوصاه أن ينتقل مع إخوته وأسرته إلى الكوفة التي كانت تُعد معقل الشيعة الحاقدين على بني أمية.
لقبه
ولقب نفسه بالسفاح حينما ركب منبر الكوفة قائلاً: "أنا سفاح بني أمية". وقد قضي في عهده على معظم بني أمية، سواءً على يده أو على يد عمِّه سفاح دمشق عبد الله بن علي. عهد بولاية عهده لأخيه أبو جعفر عبد الله الثاني. ولكنه اغتيل على يد أبو جعفر المنصور. وقد لقب بالسفاح لأنه وبعد انهيار الخلافة الأموية ومبايعته كأول خليفة عباسي دعا كل أمراء بني أمية إلى قصره وأعطاهم الأمان ثم ذبحهم فلقب بالسفاح ولم ينجو منه سوى قلة أشهرهم عبد الرحمن الداخل الذي هرب إلى المغرب ومنها إلى الأندلس.
من أقواله
قال الصولي: من كلامه إذا عظمت القدرة قلت الشهوة وقل تبرع إلا معه حق مضاع وقال: إن من أدنياء الناس ووضعائهم من عد البخل حزماً والحلم ذلا وقال إذا كان الحلم مفسدة كان العفو معجزة والصبر حسن إلا على ما أوقع الدين وأوهن السلطان والأناة محمودة إلا عند إمكان الفرصة.
السفاح
اشتهر السفاح بسرعته في سفك الدماء وأتبعه في ذلك عماله بالمشرق والمغرب وكان مع ذلك جواداً بالمال.
وفاته
مات السفاح بالجدري في ذي الحجة سنة 136هـ.
مات في عهده
مات في أيامه من الأعلام: زيد بن أسلم وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وربيعة الرأي فقيه أهل المدينة وعبد الملك بن عمير ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي و عبد الحميد الكاتب المشهور قتل ببوصير مع مروان ومنصور بن المعتمر وهمام بن منبه